responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 93


والأرض ، وهو من حيث تعيّنه بالقلب يسمّى في عرف القوم بالحق المستجنّ في مظهرية الإنسان الكامل ، كما أشار إليه الكامل - صلَّى الله عليه وسلَّم - حكاية عن الله - تعالى - أنّه قال : « ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن التقيّ المتّقي الوداع » ، يعني ما وسعه أرض الجسمانيات سماؤها وأرضها ، ولا سماء العلويات ، يعني الموجودات الروحانية العالية لاختصاص كلّ واحد من الطرفين بما يضادّ الآخر في التجلَّي ، وانحصاره في خصوصيته ينافي خصوصية الآخر ، ووسعني قلب عبدي المؤمن ، القابل المصدّق لأخبار التجلَّيين ، فله الجمع بين الحسنيين ، والفوز بالجمع بين الكمالين .
ويسمّى هذا التجلَّي الحاصل لأهل القلوب في عرفهم بالسرّ الإلهي ، وسمّاه بعض المتأخّرين من محقّقيهم بالسرّ الوحدانيّ الذات ، ويسمّى في مشرب الكمال بالحق المستجنّ - كما قلنا - أي الباطن المستتر بمظهرية القلب ، لاستجنانه واستتاره بباطن القلب الإنساني الكمالي ، فافهم .
وإذا فهمت فقد علمت حقيقة الجوهر الجسماني ، وحقيقة الجوهر الروحاني النفساني ، وحقيقة القلب ، وحقيقة السرّ ، والحقيقة الإنسانية المتحققة بالكلّ ، والفرق بينها ، وما به يختصّ كلّ حقيقة وتمتاز عن الأخرى ، وما به تشترك وتتّحد .
وأمّا الروح فهو نفس رحماني يروّح ماهية الممكن وحقيقة المظهر الكياني القابل ، وينفّس عنها كرب العدم وحرج الصدر وضيق الفطن ، فالروح نور من الحق ينفّر ظلمة عدم الكون ، ويروّح القابل ، وينفّس عنه ، وذلك النور نور التجلَّي الوجودي والفيض الجودي المتعين في القابل والمقترن عن أمر الله ماهية الممكن أزلا ، فعلى هذا الروحيّة مرتبة تعمّ العقل والنفس والروح لأنّ حقيقة كل منها من نفس الرحمن وبعد تعيّن الفيض الجودي النوري في القابل أوّل مرّة يصدق اسم الروح عليه .
ثم الروح - وهو أوّل وجود القابل - إمّا أن يقبل ويضبط التجلَّي المتوالي عليه لإبقاء عينه ، ويعقل المتجلَّى عليه بذلك النور ، ويعقل ذاته وإمكانه وهو العقل ، وإمّا أن لا يعقل ذاته وإمكانه ، واستهلكه شهود التجلَّي ، وأخذه التجلَّي عنه ، فهو الروح المهيّم .

93

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست