نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 92
جمعي كمالي إحاطي ثالث لا يمكن تعيّنه في كلّ واحد من الجوهرين ولا في خصائص كلّ منهما وحقائقهما على الانفراد . وهذا الفيض المخصوص بالقلب الإنساني إنّما يكون تعيّنه من الحضرة الإلهية الكمالية الجمعية وأصل حقيقة التعيّن الأوّل وهو المتعين بذلك التعين من كونه مروّحا له عن نسبه العدمية ولأنّ المتعيّن بالتعين عن الحقيقة المتحققة في الإطلاق واللا تعين ، وفي التعين كذلك ، كان للروح نسبة الأحدية والبساطة والحياة والنور والشرف والنزاهة من جهة إطلاق التعين ، وحقيقة الجسمية من حقيقة الحقائق الإمكانية المظهرية ، ولهذا غلب عليها التركيب والكثرة والظلمة . والحقيقة القلبية الكمالية ، لها الجمع بين البسيط الشريف العالي النزيه المنيف وبين المركَّب السافل الكثيف السخيف . قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : « قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن » الإصبع الواحدة نعمة التجلَّي المتعين من حضرة الجلال والقهر والوحشة والستر و * ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيه ِ ) * [1] إذ [2] عيب العين ستر على نور السرّ . والإصبع الأخرى نعمة التجلي المتعين من حضرة الجمال واللطف والأنس والنور والحياة والنشر . والأوّل يختصّ بجسمانيته . والثاني يتعلَّق بروحانيته . والإصبع في اللغة العربية هي النعمة ، فقلب المؤمن بين نعم التجلَّيات الجلالية الجمالية الظلمانية الموجبة لسكون النورية الروحية فيها وبين نعم التجلَّيات الجمالية الروحانية النورانية ، ولتحقّق الحقيقة القلبية بأحدية جمع الطرفين تختصّ بأحدية جمع النعمتين والتجلَّيين فلها التجلَّي الكماليّ الجمعي الأحدي الإلهي الإنساني من كمالات الإصبعين . وهذا التجلَّي - الثالث القلبي المتعين بسرّ الأحدية الجمعية الإلهية الكمالية - من الله المستوي على عرش أحدية جمعه القلبي الذي وسعه قلب المؤمن حين لم تسعه السماوات