نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 74
ولمّا لم يوجد دالّ على الذات المطلقة - تباركت - من لفظ مفرد في النفس الإنساني إلَّا هذا الاسم ، بدلالة الأحدية الجمعية والتركيبية الحرفية - على ما تقدّم - ووجدنا في النفس الرحماني والوضع الإلهي كلمة تامّة الدلالة بحقيقتها وذاتها ووجودها ومرتبتها وأحدية جمعها الكمالية على الذات المطلقة الإلهية ، دلالة مفردة أحدية جمعية غير مقترنة بالحدوث الزماني وهو الإنسان الكامل لكمال دلالة ذاته على الذات ، وكمال دلالة أسمائه وصفاته على الأسماء والصفات . أمّا ذاته فلأنّها جامعة لخصوصيات الذوات جميعها ، بل هي أحدية جمع جمعها الأوّل والآخر ، على ما نذكره إن شاء الله في الفصّ الآدمي . وأمّا صفاته فلأنّ الإنسان الكامل مسمّى بأحدية جمع جميع الأسماء الربانية الحقّيّة والأسماء الكيانية الخلقية ، وموصوف منعوت بسائر الأسماء والنعوت الوجوبية والإمكانية . وأمّا مرتبته فأحدية جمع جميع المراتب الفعلية والانفعالية والوجودية والمظهرية فإنّه البرزخ بين بحري الوجوب والإمكان ، والحدّ الفاصل بين التعين واللا تعين ، والتقييد والإطلاق . والإنسان الكامل من حيث كماله ، له أحدية جمع جميع هذه الجمعيات كلَّها بالفعل . فلمّا دلّ بذاته ومرتبته وجمعيته على الجمعية الإلهية الكمالية ، دلالة جمعية أحدية مطابقة لأحدية جمع جميع التعين الأوّل ، والحقيقة المطلقة الجامعة لجميع الحقائق الكلَّية ، واستوعبت دلالته لجميع الحقائق الذاتية ، وأحاطت جمعيّته بالإطلاق والتعين والوحدة والأحدية والكثرة النسبية والوجودية ، ولم يكن من الموجودات العينية موجود تكون له هذه الدلالة المحيطة الكلية المطابقة للإحاطة والإطلاق الذاتيين ، تعيّنت علميّته الاسمية ، وقام هذا الاسم الأعظم مقام الإشارة إلى الذات المطلقة الإلهية وأخّر بحقيقته من حقيقة الله ، فهو الاسم العلم للذات الموجدة للعوالم كلَّها ، وهو الاسم الأعظم الذي هو مطلق التصرّف والتحكَّم على العوالم ، فافهم .
74
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 74