نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 75
البحث الكلَّيّ : في المتمّمات والمكمّلات والخواتيم لهذه الأصول . اعلم : أنّ فلك [1] الحقيقة الإنسانية الكمالية كمرآة كريّة مجلوّة مسوّاة متمكَّنة في مركزية دائرة الوجود المطلق العامّ ، وهي فلك الإشارة المحيطة بالموجودات كلَّها ، وحقيقتها هاء الهوية الكبرى التي تنقطع دونها الإشارات وتنتهي إليها الكنايات . وهذا الفلك الأعظم محيط بفلكين عظيمين : أحدهما : فلك حضرة الوجوب والإلهية والربوبية . والثاني : فلك الحضرة الخلقية والحقائق الكونية ، وكلّ واحد من فلكي حضرة الوجوب والإمكان مركز دائرته ، وفلكه في أحد ربعي النصف الواحد من قوسي دائرة الهوية الكبرى المشار إليها ، والنصف الآخر منه مطلق أبدا إطلاقا فعليا حقيقيا لا حصر فيه . ولا ينبغي أن يتصوّر من قولنا : « فلك » أو « دائرة » معنى الانحصار والتناهي والتقيّد ، كما في محيط كلّ دائرة أو فلك جسماني فإنّ ذلك التناهي والانحصار بالنسبة إلى ما في ضمن المحيط لا للمحيط ، ولا يلزم أن يكون كلّ محيط متناهيا أو واجهة [2] مخصوصة فإنّ ذلك إنّما يكون في محيط غير مطلق الإحاطة ، ونحن لا نعني بهذه الدائرة وفلكها إلَّا الوجود الحق المطلق غير المضاف المحيط الذي لا يتعقّل تناهيه من جهة أصلا ورأسا ، فافهم . وهذا الفلك المحيط أحد شطريه عالم الإطلاق واللاتعيّن وغيب الغيب والبياض المطلق ، والشطر الآخر - وهو نون القوس الثاني - محيط على حضرتي الوجوب والإمكان وفلكيهما . فنون هذا القوس من هذا الكتاب المحيط الأعظم نونان : أحدهما : نون قوس دائرة الوجوب . والثاني : نون قوس دائرة الإمكان . ونسبة هذين القوسين أو النونين معا من الدائرة الكبرى نسبة النصف ونسبة كل واحد من فلكي الوجوب والإمكان إلى الفلك الأعظم المحيط نسبة الربع إلى الكلّ ، وقد اشتملت دائرة فلك الوجوب في أحد الأرباع
[1] م : ذلك . [2] كذا في النسختين . والظاهر : ذا جهة .
75
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 75