نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 72
وسماويّها العلويّ وأرضيّها السفليّ وروحانيّتها الملكية والجنّيّة ، وغير ذلك من الصور المثالية المطلقة والخيالية المقيدة الحيوانية ، والصور الذهنية واللفظية والرقمية ، فافهم ، وما أظنّك تفهم ولكن تتخيّل وتتوهّم ، والله الملهم والمعلم . فالهمزة للتعيّن الأوّل ، والألف المنبعثة من التعيّن الأوّل هو النفس الممتدّ وحدانيا قبل انفصال أحد العماءين عن الآخر . وحكم هذه الحكمة يظهر فيمن يظهر الألف بالمدّتين : الألف واللام من الله ، وذلك عند تلقين الشيخ ، وهكذا تلقّنت الذكر بالجلالة - جلَّت وعزّت - من الشيخ - رضي الله عنه - ولنا في المدّات النفسية الإنسانية عند الغناء وفي مدّات أصوات الشابّات وانعقادات الأنفاس بحسب الألحان والنغمات ، أسرار وتجلَّيات وإلقاءات وتلقّيات لطيفة من حضرة اللطيف الخبير ، وسرّه ما ذكرت من سريان سرّ النفس الرحماني في عالم الأنفاس ، فتذكَّر . فاللامان لهذا الاعتبار عماء الربّ وغماء المربوب ، ولا شكّ أنّ غماء العبد مدغم في عماء الربّ ، إذ الأرباب تستلزم المربوبين من وجه وتتضمّنهم من وجه ، وكذلك الإله المألوه ، والعلَّة المعلول ، والخالق المخلوق ، والرازق والمرزوق وجودا وتقديرا إذ المتضايفان لا يعقل أحدهما بدون الآخر أصلا ورأسا ، ولا تحقّق لأحدهما إلَّا مع الآخر وجودا وتقديرا . فاللام الأوّل مدغم في الثاني لهذا السّر ، وباجتماع بحري العماءين في عين بحر النفس المحيط بالكلّ تتحقّق أحدية جمع بحري الوجوب والإمكان بالصورة الإلهية التي حذيت صورة آدم عليها ، فهي مجمع البحرين : بحر الغيب وبحر الشهادة ، وبحر الإمكان وبحر الوجوب . وإذا تعيّنت هذه الصورة الإلهية الجمعية إحاطيّة ، تعيّنت مرتبة الإنسان الكامل في برزخ الجمع بين الحضرتين ، فيتحقّق للمحقّق المحقّ والمدقّق المدقّ أنّ الوجود من مبدئه إلى منتهاه مراتب تجلَّيات الله فما في الوجود على الحقيقة إلَّا الله ، كما قلنا : شعر : < شعر > « هو الواحد الموجود في الكلّ وحدة سوى أنّه في الوهم سمّي بالسوى » < / شعر > فإذا قلنا : « الله » نشهد التعيّن الأوّل من الهمزة ، ومن المدّ النفسي الألفي - الذي بعد الهمزة في صورة من يقول به - النفس الرحمانيّ وامتداده إلى أقصى مراتب الجمع
72
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 72