نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 70
المراتب المخرجية إذ الواو تبتدئ ممّا بين الشفتين ابتداء جميعا في النفس ، ثم تمتدّ كذلك عارجة من الشفتين إلى الصدر ، ثم تعود إلى ما منه بدأت ، فتمرّ على مخارج الحروف كلَّها في دورتها الإحاطية الجمعية ، فتنصبغ بأحكامها في تلك الدورة . وأيضا : الواو أخت الضمّة وهي الجمع ، وكما أنّ للواو الإحاطة والجمعية الباطنة المعنوية ، فكذلك الهاء ، لها الإحاطة الظاهرة . والواو باطن الهاء ، وابتداء حركة الهاء ومخرجها من باطن الصدر يمتدّ بها النفس إلى ظاهر الشفتين ، ثم يعود إلى ما منه بدأ ، وتتمّ دورته محيطا بما مرّ عليه من خصائص المخارج الحرفية ، فالهاء ظاهر الواو وحركة الواو من عالم الشهادة والملك إلى غيب النفس ، ثم العود كذلك إلى ما بدأ منه ، فالهاء خارج في عروجه ، دارج في رجوعه ودروجه ، والواو دارج في عروجه ، خارج في رجوعه بعد دروجه ، وعروجه بخروجه ، فهما منطبقان أحدهما على الآخر انطباقا لا ينفكّ أحدهما عن الآخر كاعتناق اللام بالألف ، لا يقتضي الانفكاك والطلاق عبوديّة لا تقبل الحرّيّة والعتاق . ثم اعلم : أنّ الواو والهاء والألف والياء ، كلَّها مراتب تعيّنات الألف في ألفيّته ، من كونه تعيّنا ممتدّا لا من حيث تعيّنه في المخارج ومناصب تبيّناته ومخارج تجلياته ومدارج تنوّعات تعيناته ، فالألف المستقيم لعلوّه وفتحه وخروجه عن القيود المخرجية الحرفية بعروجه ، والياء لانكساره وانخفاضه بتدلَّيه وتنزّله وتجلَّيه بدروجه ، والواو لجمعه الباطن الجامع بين دخوله وخروجه ، والهاء لجمعه وأحدية جمعه برجوعه وعروجه . وفي تركيب هذه الحروف المقدّسة المحيطة الجامعة بعضها مع بعض على اختلاف أوضاعها تكون الأسماء الإلهية المتصرّفة في الكون لأصحاب العلوم الروحانية في العوالم العلوية والسفلية الجسمانية ، ولها معان في اللغة السريانية والعبرانية القديمتين . وإذا عرفت هذا ، فاعلم : أنّ الوجود ظاهر النفس الرحماني ، والجمعية المرتبيّة باطنته ، والنفس الرّحمانيّ مادّة الحروف الوجودية كلَّها - وهو الألف - وأوّل مبدئيّة التعين الأوّل الموجب لانفصال الظاهرية والشهادة بالتعيّن عن الغيب المطلق كتعيّن ألف « الله » في الهمزة ، واللام الأوّل للملك والثاني للملكوت إشارة إلى أنّ عالمي الملك
70
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 70