نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 680
مخلوقا ، مرزوقا ، موجودا في عينه وكذلك الخالقية والرازقية والربوبية والإلهية ، لم تكن [1] ظاهرة الأعيان ولا موجودة الآثار ، فكانت مستهلكة تحت قهر الأحدية الإحاطية الذاتية مع النسب التي هي عليها متوقّفة كاستهلاك النصفية والثلثية والربعية والخمسية وغيرها - من النسب العددية التي لا تتناهى - في أحدية الواحد ، فإنّ الواحد قبل أن يتعدّد وينشئ الأعداد في أحدية واحديته لا نصف ولا ثلث ولا ربع ولا خمس ولا سدس ولا غيرها بالفعل ، ولكن ثبوت هذه النسب للواحد مشروط بإنشائه العدد بنفسه ، فإذا وجد الواحد في مرتبتين أو ثلاثة أو أربعة بالفعل بنفسه ، حينئذ كان الواحد عين هذه النسب بالفعل ، وظهرت هذه النسب فيه عينها ، فكان الواحد بالفعل نصف الاثنين وثلث الثلاثة وربع الأربعة وخمس الخمسة وجزءا من أيّ عدد فرضت بالفعل فهكذا كانت النسب الأسمائية مستهلكة الأعيان في أحدية الذات ، ف « أحببت » أي أحبّ الواحد - من حيث هي [2] لا من حيث هو هو ذاته الغيبية الغنيّة عن العالمين - أن يظهرها متمايزة الأعيان في الوجود ، موجودة الآثار في عرصة الشهود كناية عن تلك النسب ، فتجلَّى تجلَّيا حبّيا منها وفيها ، فسرى سرّ التجلَّي الحقّ في الحقائق كلَّها ، فتحرّكت حقائق نسب الواحد من مقام استهلاكها إلى قوابلها ومظاهرها ، فحبّت [3] الإلهية إلى المألوه والربوبية إلى المربوب والخالقية إلى المخلوق ، وكذلك تحرّكت المخلوقية إلى الخالقية والمرزوق إلى الرازق والمربوب إلى الربّ ، فأحبّ الخلق من حيث هي لا من حيث ذاته ، لإسعافهم بأعيان مطالبهم وإيجاد مقاصدهم ومآربهم ، لأنّه من حيث ذاته الغنية عن العالمين لا يمكن أن يعرف أو يعلم ، وإنّما يعرف ويعلم بأسمائه وصفاته وشئونه ونسب ذاته وإضافاته ، فهذه النسب هي الكنز الذي لم يكن يعرف ، فأحبّ الحق أن يعرف من حيث كونه هي أن يعرف ، فتجلَّى بنفسه ونفسه الذي هو فيها هي فظهر بوجوده الحق الذي به تحقّقت المتحقّقات من الماهيات في مراتب حقائق الممكنات
[1] أي تلك النسب . [2] أي من حيث تلك النسب . [3] من حبّ يحبّ اللازم نحو حبب . أي صارت الإلهية محبوبة للمألوه .
680
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 680