نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 681
إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)
التي لا تتناهى ، ويسمّى بأسماء المراتب جميعها ، وما ثمّ إلَّا هو ، والظهور والتعيّن والأسماء كلَّها نسب لا تحقّق لها إلَّا به وله ، إذ الظهور لا تحقّق له إلَّا بالظاهر ، وكذلك التعيّن لا وجود له من حيث هو هو ، بل بالمتعيّن بذلك التعيّن ، فالواحد هو هو واحد ، في جميع هذه المراتب العددية ، فواحد وواحد اثنان ، وواحد وواحدان ثلاثة ، وهكذا إلى ما لا يتناهى ، فتسمّى الواحد بأسماء الأعداد غير المتناهية وقبل الكلّ وصحّت إضافة الجميع إليه لا من حيث ذاته ، بل من حيث ظهوراته وتجلَّياته وتعيّناته ، فافهم . واللطيفة الشريفة الأخرى أنّ الله الواحد الأحد الحقّ يعظم ويجلّ أن يعرفه غيره ، وما ثمّ إلَّا هو ، والمعروف والعارف والمعرفة يقضي بالكثرة والكثير ، وإذا كان الله ولا شيء معه ، فلا يمكن أن يعرفه غيره ، ولكنّ الواحد إذا ظهر بوجوده ونفسه في مراتب كثيرة عددية ، فإنّه - من حيث تعيّنه في مرتبة غيره من كونه متعيّنا في مرتبة أخرى - له أن يعرف نفسه حقيقة فلم يعرفه إلَّا هو به ، فليس الاثنان ثلاثة ولا أربعة ولا خمسة ولا ستّة ولا سبعة ، فتحقّقت الغيرية النسبية والتغاير الاعتباري ، فعرف نفسه ، فكان عارفا - من حيث ظهوره بوجود العالم في المألوه والمربوب المخلوق المرزوق - ومعروفا من كونه موجدا لها ربّا خالقا رازقا ، فحصل ما تعلَّقت به المحبّة الإلهية أن يعرف ، ولكن ما عرفه إلَّا هو ، فهو العارف وهو المعروف من حيثيّتين متغايرتين بالنسبة والإضافة إلى التعين والظهور في مراتب عددية معقولة لا وجود لها إلَّا بهذا الواحد المنشئ بذاته للأعداد ، فسبحانه لا إله إلَّا هو الواحد الأحد الذي لا وجود لأحد في ذاته إلَّا هو ، فتحقّق هذه المباحث ، فإنّها من فيض أنوار ما دسّ الشيخ - رضي الله عنه - في متن الكتاب ، وأنّه لباب الحق في الباب ، عند ذوي الألباب ، والله الموفّق للصواب . قال - رضي الله عنه - : « ألا تراه كيف نفّس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمّى العالم ، فكانت الراحة محبوبة له ، ولم يوصل إليها إلَّا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل » . يشير - رضي الله عنه - إلى الوجود الظاهر بعين الحق والخلق ، فالأعلى وجود الحق
681
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 681