responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 678


لا يأخذه عند شهود ذلك فتور ولا لومة لائم ، ولم يكن غيره من الأنبياء كذلك ، فافهم ، ولا تجبن ، فإنّ المحمديين يرون ذلك ، ويدعون إلى الله على بصيرة ، وعلم هذه الأسرار للأنبياء الكمّل من كونهم رسلا ، فهكذا أمر موسى مع الخضر ومع الحق ، فاعلم ذلك .
قال - رضي الله عنه - : « ثم إنّه لمّا وقع عليه الطلب ، خرج فارّا خوفا في الظاهر [ وكان ] في المعنى حبّا في النجاة ، فإنّ الحركة أبدا إنّما هي حبّية ، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر وليست تلك ، وذلك لأنّ الأصل حركة العالم من العدم - الذي كان ساكنا فيه - إلى الوجود ، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون ، فكانت الحركة - التي هي وجود العالم - حركة حبّية ، قد نبّه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ذلك ، بقوله : « كنت كنزا لم أعرف ، فأحببت أن أعرف » فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم في عينه ، فحركته من العدم إلى الوجود حركة حبّ الموجد لذلك ، ولأنّ العالم أيضا يحبّ [1] شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا ، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حبّية من جناب الحق وجانبه ، فإنّ الكمال محبوب لذاته .
وعلمه - تعالى - بنفسه - من حيث هو غنيّ عن العالمين - هو له وما بقي له إلَّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان ، أعيان العالم إذا وجدت ، فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم ، فتكمل مرتبة العلم بالوجهين ، وكذلك تكمل مراتب الوجود ، فإنّ الوجود ، منه أزليّ » .
يعني : إذا أضيف إلى الأزلي في غير الأزلي ، كما مرّ في الفصّ الشيثي ، فتذكَّر .
قال - رضي الله عنه - : « [ وغير أزليّ ] وهو الحادث » يعني غير الأزلي « والأزلي وجود الحق لنفسه [ وغير الأزلي ] وجود الحق بصور العالم الثابت ، فيسمّى حدوثا لأنّه ظهر بعضه لبعضه ، وظهر لنفسه بصور العالم ، فكمل الوجود ، فكانت حركة العالم حيث [2] للكمال ، فافهم » .



[1] الموجود في النسختين معا : تحت .
[2] في بعض النسخ : حبّيّة .

678

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 678
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست