responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 670


والمرزوق في العالم ، فما دبّر العالم إلَّا بصورته وهي الهيئة الاجتماعية من الأسماء الإلهية .
قال - رضي الله عنه - : « ولذلك قال في خلق آدم - الذي هو البرزخ [1] الجامع لنعوت الحضرة الإلهية التي هي الذات [ والصفات ] والأفعال - : « إنّ الله خلق آدم على صورته » وليست صورته سوى الحضرة الإلهية ، فأوجد في هذا المختصر الشريف الذي هو الإنسان الكامل جميع الأسماء الإلهية وحقائق ما خرج عنه في العالم الكبير المفصّل [2] وجعله روحا للعالم ، فسخّر له العلو والسفل لكمال الصورة ، فكما أنّه ليس شيء من العالم إلَّا [ وهو يسبّح بحمده ، كذلك ليس شيء من العالم إلَّا ] وهو مسخّر لهذا الإنسان الكامل ، لما تعطيه حقيقته صورته ، فقال : * ( وَسَخَّرَ لَكُمْ ما في السَّماواتِ وَما في الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْه ُ ) * [3] فكل ما في العالم تحت تسخير الإنسان ، علم ذلك من علمه - وهو الإنسان الكامل - وجهل ذلك من جهله ، وهو الإنسان الحيوان فكانت صورة إلقاء موسى في التابوت وإلقاء التابوت في اليمّ صورة هلاك يعني في الظاهر وفي الباطن كانت نجاة له من القتل فحيي كما تحيا النفوس بالعلم من موت الجهل ، كما قال : * ( أَوَمن كانَ مَيْتاً ) * يعني بالجهل * ( فَأَحْيَيْناه ُ ) * يعني بالعلم * ( وَجَعَلْنا لَه ُ نُوراً يَمْشِي به في النَّاسِ ) * وهو الهدى * ( كَمَنْ مَثَلُه ُ في الظُّلُماتِ ) * وهي الضلال ، * ( لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ) * [4] أي لا يهتدي أبدا ، فإنّ الأمر في نفسه لا غاية له يوقف عندها ، فالهدى [ هو ] أن يهتدي الإنسان إلى الحيرة ، فيعلم أنّ الأمر حيرة ، والحيرة قلق وحركة ، والحركة حياة ، فلا سكون ولا موت [5] ، ووجود فلا عدم ، وكذلك في الماء الذي به حياة الأرض ، وحركتها قوله : * ( اهْتَزَّتْ ) * ، وحملها قوله : * ( وَرَبَتْ ) * ، وولادتها قوله :



[1] في بعض النسخ : البرنامج .
[2] في أكثر النسخ : المنفصل .
[3] الجاثية ( 45 ) الآية 13 .
[4] الأنعام ( 6 ) الآية 122 .
[5] في بعض النسخ : فلا موت .

670

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 670
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست