نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 656
والأحوال العينية الغيبيّة الإنسانية ، فينسب التحقيق كلَّا منهم إلى الصورة الظاهرة الإلهيّة به ، فآدم صورة ظاهريّة الإلهية الأحدية الجمعية الإنسانية ، البشرية ، وشيث صورة الوهب والفيض النوري الوهبي العلمي . وإدريس صورة التقديس العقلي والطهارة ، والروحية الإنسانية الكماليّة وتعرف الصور بحسب الحال والحكم والخلق والفعل والصفة والنعت والعلم والحكمة الغالبة على ذلك النبيّ أو الخليفة والوليّ ، فهذا امتياز الصور بعضها عن بعض وتعيّناتهم عند استقرارهم في مراتبهم البرزخيّة وصورهم الحشرية والجنانيّة وغيرها . وبهذا يتمايزون ويتظاهرون ويتعدّدون ، فاعرفه . ولمّا كان الغالب على موسى عليه السّلام شهود التجلَّي النوريّ في صورة النار ، وهو شهود الواحد في الكثير كثيرا ، ولهذا كانت علومه فرقانيّة لا قرآنيّة ، ولو كانت قرآنيّة ، لشهد الكلّ في الكلّ ، وكلّ واحد كلَّا ، وشهد الواحد في الكثير واحدا كثيرا ، وشهد الكثير في الواحد واحدا . والنار من شأنها التفريق وتفكيك أجزاء ما سلَّطت عليه ، حتى تفرّق لطائفة عن كثائفه وأجزاء كثائفه بعضها عن بعض ، فغلب على موسى الفرقان والتمييز والقوّة والغلبة والظهور والسلطان والقهر والجلال ، وبهذا السرّ سلَّط النار - التي في صورتها شاهد النور الحق الواحد في الكثرة الشجرية - على صورة العجل التي جعلها السامري إلها لمن عبدها ، حتى أحرقتها وفرّقت أجزاءها المتوحّدة ، لأنّ التجلَّيات الفرعية تضمحلّ وتتلاشى عند ظهور التجلَّي الكلَّي الإلهي الجمعي ، والمحدث إذا قرن بالقديم ، لم يبق له أثر ، كما قيل : < شعر > لأنّك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد فيهنّ كوكب < / شعر > . وصور العالم وإن كانت كلَّها مجالي ، ولكن ظهور الحق وتجلَّيه في المجلى الموسوي أعظم من المجالي الصنمية ، فسبحات وجهه تحرقها . قال : « ولا سيّما وأصله ليس من حيوان ، فكان أعظم في التسخير ، لأنّ غير الحيوان ماله إرادة ، بل هو بحكم من يتصرف [ فيه ] من غير إبائه ، وأمّا الحيوان فهو ذو إرادة
656
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 656