نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 648
فأوّل مراتبها إطلاقها وعدم انحصارها ولا تعيّنها عن كل قيد واعتبار . والمرتبة الثانية تعيّنها في عينها وذاتها بتعيّن جامع لجميع التعينات الفعلية المؤثّرة ، وهي مرتبة الله تعالى . ثمّ المرتبة التفصيلية لتلك المرتبة الجمعية الأحدية الإلهية ، وهي مرتبة الأسماء وحضراتها . ثم المرتبة الجامعة لجميع التعينات الانفعالية التي من شأنها التأثّر والانفعال والانتقال والتقيّد ولوازمها ، وهي المرتبة الكونية الخلقية . ثم المرتبة التفصيلية لهذه الأحدية الجمعية الكونية ، وهي مرتبة العالم ، ثمّ هكذا في جميع الأجناس والأنواع والأصناف والأشخاص والأجزاء والأعضاء والأعراض والنسب ، ولا تقدح كثرة التعينات واختلافها وكثرة الصور في أحدية العين ، إذ لا تحقّق إلَّا لها في عينها وذاتها لا غير ، لا إله إلَّا هو ، فالعين بأحدية الجمع النفسي الفيضي الوجودي سارية في جميع هذه المراتب والحقائق المترتّبة فيها ، فهو فيها هي عينها لا غيرها ، كما كانت هي فيه في المرتبة المذكورة الأحدية الجمعية الأولى هو لا غيره ، كان الله ولا شيء معه ، فافهم . قال - رضي الله عنه - : « ثم نعت فقال : « خبير » أي عالم عن اختبار وهو قوله : * ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ ) * [1] » . يشير - رضي الله عنه - إلى العلم الثابت للحق من حيث حقّية وجود العباد . قال - رضي الله عنه - : « وهذا هو علم الأذواق ، فجعل الحق نفسه - [ مع علمه ] بما هو الأمر عليه - مستفيدا علما ، ولا تقدر على إنكار ما نصّ الحق عليه في حق نفسه ، ففرّق ما بين علم الذوق والعلم المطلق ، فعلم الذوق مقيّد بالقوى ، وقد قال عن نفسه : إنّه عين قوى عبده في قوله : « كنت سمعه » وهو قوّة من قوى العبد ، و « بصره » [ وهو قوّة من قوى العبد ] و « لسانه » وهو عضو من أعضاء العبد و « رجله ويده » وما اقتصر في