responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 644


* ( أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما ) * [1] ، وقوله : * ( فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْه ُ ) * [2] .
وأمّا المشيّة فتعلَّقها أعمّ ، فإنّها تتعلَّق بالموجود للإعدام وتتعلَّق بالمعدوم أيضا للإيجاد ، كقوله - تعالى - : * ( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ) * [3] فتعلَّقت بهم - وهم موجودون - ليذهبهم ، وهو إعدام عينهم وتعيّنهم الشخصيّ العينيّ ، * ( وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ) * تتعلَّق بخلق - معدوم الأعيان لم يأت بعد - ليأتي به .
قال - رضي الله عنه - :
< شعر > فهذا الفرق بينهما فحقّق ومن وجه فعينها سواء < / شعر > يريد : أنّ المشيّة تتعلَّق بالزيادة عند الإيجاد ، وتتعلَّق بالنقص عند الإعدام والإفساد ، وليست الإرادة كذلك ، فإنّها مخصوصة بالإيجاد والفعل دون الإعدام ، فهذا هو الفرق بين المشيّة والإرادة ، وهما من حيث حقيقتهما - الأحدية الجمعية التي تشملهما - عين واحدة .
وإنّما أورد هذه المسألة في هذا الفصّ ، لما يتضمّن من حكمة الرزق ، وأنّه لا بدّ من إيصال كل رزق إلى كل مرزوق ، وكيفية توصيله بتفصيله .
قال - رضي الله عنه - : « قال الله - تعالى - : * ( وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ) * [4] * ( وَمن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) * [5] ، فلقمان بالنصّ هو ذو الخير الكثير ، لشهادة الله له بذلك ، والحكمة قد تكون متلفّظا بها ومسكوتا عنها » .
يعني : أنّ النطق في موضعه حكمة ، والسكوت أيضا في الموضع الأليق الأنسب بذلك كذلك حكمة ، كما سكت لقمان عن سؤال داوود - عليه السّلام - في صنعة السرد وعمل الدروع بمحضر من لقمان ، فلم يسأله عنه وسكت ، حتى إذا أتمّه وأكمله داوود ، فأفرغه



[1] الكهف ( 18 ) الآية 82 .
[2] الكهف ( 18 ) الآية 81 .
[3] فاطر ( 35 ) الآية 16 .
[4] لقمان ( 31 ) الآية 12 .
[5] البقرة ( 2 ) الآية 269 .

644

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 644
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست