نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 634
قال - رضي الله عنه - : « وإن كان عين الداعي عين المجيب ، فلا خلاف في اختلاف الصور ، فهما صورتان بلا شكّ ، وتلك الصور كلَّها كالأعضاء لزيد ، فمعلوم أنّ زيدا حقيقة واحدة شخصية ، وأنّ يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه » . يعني : مع أنّ زيدا ليس إلَّا هيئة اجتماعية من هذه الأعضاء ، فليست صورة عضو منه عين عضو آخر . قال - رضي الله عنه - : « فهو الكثير الواحد ، الكثير بالصورة ، والواحد بالعين ، وكالإنسان بالعين واحد بلا شكّ [ و ] لا نشكّ أنّ عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأنّ أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا شخصيا ، فهو وإن كان واحدا بالعين ، فهو كثير بالصور والأشخاص ، وقد علمت قطعا - إن كنت مؤمنا - أنّ الحق عينه يتجلَّى يوم القيامة في صورة فيعرف ، ثم يتحوّل في صورة فينكر ، ثم يتحوّل عنها في صورة فيعرف ، وهو هو المتجلَّي - ليس غيره - في كل صورة ، ومعلوم أنّ هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى ، فكان [1] العين واحدة قامت مقام المرآة ، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقدة في الله عرفه وأقرّ به ، وإذا اتّفق أن يرى فيها معتقد غيره ، أنكر كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره ، فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي ، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة مع [2] أنّ المرآة لها أثر في الصور بوجه ، وما لها أثر بوجه ، فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيّرة الشكل من الصغر والكبر ، والطول والعرض ، فلها أثر في المقادير ، وذلك راجع إليها ، وإنّما كانت هذه التغييرات منها ، لاختلاف مقادير المرائيّ » . [3] قال العبد : قد صرّح بالحق الموجود المشهود في هذا المثال ، فإنّ عين الحق - تعالى - لمّا تجلَّى في قابلية كلَّية ، يعمّ ظهور هذه الصور الاعتقادية فيها بحسبها ، فلا شكّ أنّ كلّ ناظر يعتقد فيه صورة إذا رأى صورة معتقده فيه أقرّ واعترف ، ذلك التحقيق يقتضي أنّه
[1] في بعض النسخ : فكأنّ العين الواحدة . [2] في بعض النسخ : مع كون المرآة . [3] في بعض النسخ : المرئي .
634
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 634