responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 635


لم يقرّ ولم يعترف إلَّا بصورة اعتقاده في الحقّ لا بالحق ، فلو أقرّ واعترف بالحق ، لاعترف وأقرّ به في صور المعتقدات كلَّها ، مع إقراره واعترافه أنّه غير محدود ، ولا منحصر في شيء منها ، ولا في الجميع ، ولكنّه إذا رأى صورة غير صورة معتقده أنكره ، وهو - تعالى - يقبل إنكاره من حيث خلاف صورة معتقده ، كما يقبل إقراره في عين صورة معتقده ، ويكون عين الكلّ وهو في ذاته - تعالى - الغنيّة عن العالمين منزّه عن كلّ هذا ، وعن الظهور والتعيّن بها جمعا وفرادى ، وعن نفيك هذه الأمور والصور عنه وتنزيهه عنها .
وأمّا ظهور الصور متغيّرة في مرآة الحق لاختلاف في المرآة فضرب مثل لتجلَّي الحق في صور الحضرات مرائي ، فلا يكون تجلَّيه وظهوره في مرآتية كل حضرة حضرة إلَّا بحسبها ، فإنّ نظر ناظر إلى الحق من حيث تجلَّيه في حضرة ، فإنّه تظهر صورة الرائي له في تلك الحضرة بحسبه ، وأمّا في تجلَّيه الوجودي الذاتي الأحدي الجمعي ، فلا يرى فيه صورة إلَّا على ما هي عليه ، ولكنّ الناظر إن لم يغلب على نظره التقيّد بصورة دون صورة ، ولا حصره في الصورة المرئيّة في المرآة كلَّها ولم ينفها عنه مطلقا ، فإنّه يرى العين بعين رؤية العين عينها ، فافهم .
قال - رضي الله عنه - : « فانظر في المثال مرآة واحدة من هذه المرائي لا تنظر الجماعة وهو نظرك من حيث كونه ذاتا ، فهو غنيّ عن العالمين ، ومن حيث الأسماء الإلهية فذلك الوقت يكون كالمرائي ، فأيّ اسم إلهي نظرت فيه نفسك أو من نظر فإنّما يظهر في الناظر حقيقة ذلك الاسم ، فهكذا هو الأمر إن فهمت ، فلا تجزع ولا تخف ، فإنّ الله يحبّ الشجاعة ولو على قتل حيّة ، وليست الحيّة سوى نفسك ، والحيّة حيّة لنفسها بالصورة والحقيقة ، والشيء لا يقتل عن نفسه وإن أفسدت الصورة في الحسّ ، فإنّ الحدّ يضبطها والخيال لا يزيلها » .
يشير - رضي الله عنه - محرّضا على إطلاق العلم بالله عن كلّ قيد وحصر في عقد ، وليس ذلك إلَّا بإفساد الاعتقادات الجزئية التقييدية التحديدية صورة أو معنى أو بهما معا ، ويشجّع الناظر في حقيقة الحق على إفساد صورة التقييد والتحديد ، حتى يشهد الحق الموجود المشهود الشاهد ، كما هو في حقيقته ، وذلك بأن يراه عين كل شيء

635

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 635
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست