غلَّبوا الشهوة على الغضب بعد تغليبها على الروح النفساني الإنساني ، فتولَّدت الأخلاق الرذلة البذلة ، وهي المعقّبات [1] المذكورة في كتب الإمام حجّة الإسلام ، أبي حامد محمد الغزالي رحمه الله . وأمّهاتها : الحرص ، والشره [2] ، والبخل ، والطمع ، والحسد ، والذلَّة ، والخسّة ، والخور [3] ، والجزع ، والفزع ، والجبن ، والهلع ، والفشل ، والكسل ، والركَّة ، والوضاعة ، وما شاكلها وانتشى منها ممّا لا يحصي جزئياتها إلَّا الله .والصنف الآخر غلَّبوا القوّة الغضبيّة على الشهوية بعد تغليبهما معا على الروح النفساني وقواه ، فظهر منها : التهوّر ، والظلم ، والجور ، والاستيلاء ، والاستعلاء ، والإيذاء ، والقهر ، والحقد ، والحميّة الجاهلية ، والنخوة ، والخيلاء ، والقساوة ، والجسارة ، والشكاسة [4] ، والقتل ، وأمثالها . وإذا اعتدل ، فالشجاعة ، والشهامة ، والنبالة وأمثالها .ثم تولَّدت من بين هاتين القوّتين بالمطابقات والموافقات الواقعات بينها وبين قواها في أشخاص هم مظاهرها أخلاق شيطانية : كالتخويف ، والخوف من الفقر ، والحزن على فوت الأغراض الدنياويّة ، والاستعلاء ، والاستكبار ، والتفاخر ، والتكاثر بالمال والجاه ، والمراء ، والجدل بالباطل ، والكفر ، والشرك والتثبيط [5] في الطاعات والعبادات ، والمنع والامتناع من الذكر والفكر والصلاة ، وإيقاع العداوة بين الأحبّاء والأصدقاء والمؤمنين والزوجين ، وما شاكل ذلك .ومن أراد الاطَّلاع على أمّهاتها وكلَّيّاتها فليطالعها في كتاب « إكسير الكمال » وكتاب « خلاصة الإرشاد » لنا . والغرض من ذكرها هاهنا هو أن يطَّلع المسترشدون
[1] م : العقبات . [2] كذا . ولعلَّه : الشرّة ، من شرر لا شره . الشّره : شدّة الميل إلى الطعام مثلا . والشّرّة : الحدّة ، الغضب ، الطيش ، الحرص وغيرها . [3] الخور : الفتور والضعف . [4] الشكاسة : البخل . [5] التثبيط : التعويق .