responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 628


المستبصرون من إخواننا وأصحابنا وأولادنا على أخلاق المتروحنين وأهل الانسلاخ من الأوساخ ، وكيفية ظهور الروح المفارق الكامل القاطع للبرازخ بعد الموت العرفي ، وكيفية ظهور الإنسان المتروحن في الأرواح وجسمه الروحاني ، ولمّا كان إدريس عليه السّلام من أقطاب المتروحنين وأكابرهم ، وله نشأتان ، عرضنا لذكر أصل ذلك على سبيل الإجمال ، وفي تفصيله تطويل .
قال - رضي الله عنه - : « وكان إلياس - الذي هو إدريس - قد مثّل له انفلاق الجبل المسمّى لبنان - من اللبانة وهي الحاجة - عن فرس من نار وجميع آلاته من نار ، فلمّا رآه ركب عليه ، فسقطت عنه الشهوة ، فكان عقلا بلا شهوة ، فلم يبق له تعلَّق بما يتعلَّق به الأغراض النفسية ، فكان الحق فيه منزّها ، فكان على النصف من المعرفة بالله تعالى » .
قال العبد : الجبل المسمّى لبنان الحقيقة الجسمانيّة التي يبلغ فيها الروح الإلهي لبانتها وحاجتها من تكميل قواها بها وفيها . وانفلاقها صورة الفرقان العقلي بين العالي الشريف والسافل السخيف من قواها وحقائق ذاتها . والفرس صورة الحياة والطلب والشوق والتشوّق إلى المقامات القدسية الروحانية [ الغالبة ] [1] على القوى الجسمانية ، فكان ممّا نقل إلينا أنّه بقي ستّ عشرة سنة أو أكثر لم ينم ، ولم يتقصّده ، ولم يأكل ، ولم يشرب إلَّا ما شاء الله إلى أن غلبت عليه الروحانية ، فتروحن أي عاد روحانيا ، وانقلبت قواه الحيوانية روحانية ، والشهوية نفسانية ، والنفسانية إلهية ، فامتنع عن الشهوات النفسانية الطبيعية حتى كملت حقيقة التروحن ، فتمثّلت نفسه الناطقة - وهي نورية - في صورة فرس من نار ، فالصورة النارية لشدّة الشوق والطلب الإرادي لإحراق القوى الشهوية والإخراق لحجبها المانعة عن الانسلاخ والتقديس والطهارة عن الأوساخ ، والصورة الفرسية لحقيقة همّته المترقّية إلى أعالي ذرى العروج ، وجميع آلاته صورة تكامل قواه الروحانية للانسلاخ والمفارقة عن الأدناس والأوساخ لأجل السير والسلوك الروحاني الذي كان بصدده ، فلمّا أمر بالركوب عليه ، ركبه ، فسقطت القوى



[1] أضيف بمقتضى السياق .

628

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 628
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست