نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 595
[1] فإذا أخذه إليه ، سوّى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينقل إليها ، وهي دار البقاء ، لوجود الاعتدال ، فلا يموت أبدا [ أي لا تفرّق [2] أجزاؤه ] » . قال العبد : اعلم : أنّ الموت عبارة عن افتراق جوهرك اللطيف - وهو روحك - عن جوهرك الكثيف ، فإذا اقترنت [3] هذه الهيئة الاجتماعية التعيّنية ، فإنّ الله يتولَّى أخذ حقائقها المفرّق بعضها عن البعض وحفظها في موطن من مواطن الحضرات الوجودية يسمّى البرزخ ، ثم يتولَّى كذلك جمعها في موطن آخر كما يشاء . وإنّما افترقت أجزاؤها النورية اللطيفة الروحانية عن أجزائها المظلمة الكثيفة الجسمانية ، لغلبة ما به الامتياز والمباينة بينها ، فإنّها كانت بالتضمّن والالتزام ، أعني : هذه الهيئة الاجتماعية بين حقائق الروح وحقائق الجسم في ضمن اللطيف الوحداني من الكثرة المعنوية التي هي قواه وحقائقه وخصائصه ، فناسب الجزء الكثير منه - وهو الجسم الكثيف - من حيث أحدية الكثرة التي له ، أعني الجسم ، فجمع الله بينهما بهذه المناسبة الصحيحة وغيرها ممّا في تفصيله تطويل ، فكانت بينهما هذه الهيئة الاجتماعية بتضمّن كلّ واحد منهما ما يناسب الآخر ، ويصلح أن يكون متمّما لكمالاته ، وكان الجزء الكثيف المركب - وهو مركب اللطيف البسيط - متحصّلا من عناصر متضادّة متباينة من وجوه ، ومتشاكلة متشاركة من وجوه ، فجمع الله بينهما بتغليب ما به المشاركة والاتّحاد على ما به المباينة والامتياز ، فلمّا بلغت أحكام ما به المناسبة والمشاركة غاياتها وانتهت إلى نهاياتها ، غلبت ما به المباينة عليها ، فافترقت لطائفها عن كثائفها . ثم الروح اللطيف أيضا وإن كان بسيطا فهو أيضا هيئة اجتماعية نورانية من حقائق اللاهوت على وجه لا يقبل الانفكاك ، فبقيت على بقائها الذاتي الإلهي ، وقد آتاها الله قوّتين هما لها ذاتيتان : قوّة عمليّة بها يقوى على عمل الصور ، فصوّر الله بتلك القوّة للروح مركبا من المتباينات والمتنافيات والمتضادّات ، بل مركبا روحانيّا مناسبا للروح من
[1] هود ( 11 ) الآية 123 . [2] تجوز قراءته بصيغة المضارع من التفعّل بحذف إحدى التاءين ( تفرّق ) . وفي بعض النسخ : لا تفترق . [3] كذا . والظاهر : افترقت .
595
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 595