نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 58
وهي أحدية الأحد ، لهذه الإشارة لم يظهر للألف في التلفّظ ب « الله » عين وقامت الهمزة مقامها ونابت منابها ، كقيام المظهر مقام الظاهر ، وظهور الخليفة بصورة المستخلف ، بحيث لا يظهر للمنوب عين يمتاز بها عن عين النائب إذ هو فيه عينه ، فالأثر والحكم منه فيه ، فافهم . وصورة الفتحة - التي في همزة « الله » - إشارة إلى أنّ التعيّن الأوّل مفتاح مفاتيح الغيب ، وبه ومنه فتح باب التعيّنات النفسية والصور الوجودية الأنفسية والتجلَّيات الشؤونية الشهودية الأقدسية . ولأنّ ألف النفس ، له [1] ثلاثة أوجه : أحدها : نزاهتها ولا تعيّنها في كل مخرج مخرج له عن إطلاقه وأحديته . والثاني : اعتبار تعيّنه بحسب المبدئية والأوّلية للتعينات . والثالث : اعتبار برزخيّته وجمعيته بهويته بين التعين واللا تعين ، من كونه عينهما وعين الظاهر والباطن ، والأوّل والآخر . وهذه الوجوه غير الاعتبارات الثلاثة الأول المذكورة ، فلا يشتبه عليك . لا جرم ظهر مثالا لهذا السرّ في عالم الرقم الرسمي في الوضع الكامل العربي الأحدي الجمعي ، شكل الألف أحدية جمع نقط ثلاث وهو الخطَّ إذ النقطة أصل الخطَّ والسطح والسمك ، وهي إشارة إلى معقولية نسبة التعين ، ومع قطع النظر عن النقطة ، فلا خطَّ وإذ لا خطَّ فلا سطح فلا سمك ، وما ثمّ إلَّا بياض مطلق لا تعيّن فيه ، فنفس التعين حقيقة النقطة وهي صورته ومثاله في الرقم ، وهو عالم الحسّ والمحسوس . ثمّ إن كلّ نقطة رقمتها بالأسود - مثلا - أو بأيّ لو كان ، إذا وضعت في سطح البياض ، فلا بدّ أن تقع على مثلها من جرم البياض المطلق ، فتكون نقطتين : نقطة ذات لون ، ونقطة لا لون لها ، فذات اللون منهما إشارة إلى التعيّن وهي الحجابية الظاهرية المظهرية ، والبياض - مثلا - في النقطة التي لا لون لها إشارة إلى النور الحق المتعين بالتعين الأوّل من البياض الإطلاقي اللاتعيّني ، وباتّصال النقطتين يتحقّق الوجود الثالث البرزخي الذي أوجب أحديّتهما وهو عينهما وأحدية جمعهما .
[1] اختلفت الضمائر الراجعة إلى الألف من حيث التذكير والتأنيث .
58
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 58