نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 57
وتعدّداته ، فكان - مع كونه عين الكلّ - نصفا وثلثا وربعا وغيرها بالفعل ، وهذه النسب ونسب النسب - إلى ما لا يتناهى - معقولة التحقّق في ذات الواحد ، والواحد بهذا الاعتبار - من كونه مبدأ للعدد - سابق على مرتبة التعين العددي ، مسبوق بالإطلاق الذاتي الأحدى ، وهو اعتبار « الله » من حيث قيام الألوهية به متجلَّيا للموجدية والربوبية ، فافهم . فهو الواحد الأحد ، الذي أظهر بوجوده أعيان الموجودات في مراتب العدد . الاعتبار الثالث : اعتبار مرتبة تعيّن النفس في المخارج وصور الحروف ، وتشكلَّه بأشكال هذه المعاني والظروف ، وتجلَّيات الواحد في أعيان الآحاد ، وتعدّداته في عقود مراتب الأعداد ومسمّياتها بأسمائها ، التي لا تحصى ولا تتناهى ، ظاهرا بإنّيّاتها ومظهرا ومظهرا لأنبائها وآياتها . وهي أيضا مراتب تعيّنات التجلَّي النفسي الرحماني الإلهي الوجودي والفيض الذاتي الجودي ، المنبعث من غيب باطن القلب - وهو التعيّن الأوّل - إلى حضرة أحدية جمع الجمع والوجود ، على ظاهرية الاسم الظاهر المشهود المعهود الموجود ، فما ثمّ إلَّا هو ، هو الأوّل الأحد ، والآخر أبد الأبد ، والظاهر بالعدد ، والباطن عمّا تعدّد ، والجامع بين ما تأحّد وتوحّد وتجدّد ، فتعدّد وتقيّد وتحدّد فالوجود الواحد الحق في هذه المرتبة - لاتّصافه بالمحدثات المتجدّدة والتعينات المتكثّرة المتعدّدة - يظهر بأوصافها ونعوتها متكثّر التعدّد والتعيّن ، متجدّد التجلَّي والتّبين فإنّه في كلّ ماهية ماهية بحسبها لا بحسبه ، خارجا عنها في حقيقته المطلقة لكون كلّ مطلق في كلّ مقيّد متقيّدا كذلك ، ككون اللون في الأبيض أبيض ، وفي الأسود أسود ، وفي الحمرة حمرة ، وفي الخضرة خضرة على التعيين والتقييد ، مع إطلاقه في عينه لا في أينه ، فافهم . البحث الثالث منه [ أي الثامن : ] ولأنّ مبدأ الانبعاث النفسيّ الرحماني - الذي انفتحت فيه صور الحروف الشهودية والكلمات والسور والآيات الوجودية ، وهو الهيولى لهذه الصور الحرفية ، كما أومأنا إلى ذلك - إنّما هو التعيّن الأوّل الذي هو نظير القلب من النشأة الإنسانية للنفس الإنساني ، ومخارجه مخرج الهمزة من قربه ، وقبل حصول الامتداد النفسي الرحماني والإنساني معا في المراتب والمخارج لا ظهور لعينه ، فهو خفيّ الحكم لاستهلاك إحدى نسبتي الواحد - وهي واحديّته ومبدئيته - في أخراهما ،
57
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 57