responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 56


الاعتبار تكون الألف في عالم الرقم عين النقطة في النقطة ، ككون الحروف في الألف التي في النقطة ، فافهم .
والاعتبار الثاني : اعتبار مرتبة امتداد النفس الإنساني والرحماني بالإيجاد إلى أعيان الحروف ، وحروف الأعيان حال تعيّناتها في مخارجها وتنزّلاتها في مدارجها ورجوعها إلى الباطن في مراجع معارجها .
وفي هذه المرتبة تحقّق وجود عين الألف ، وهو نفس ممتدّ ، له - من حيث امتداده - اعتبارات ثلاثة أيضا ، لأنّه إمّا عارج من أسفل سافلين إلى أعلى علَّيّين ، أو هابط من الأعلى إلى الأسفل ، أو جامع بين النزول والعروج ، والدروج والخروج وهو باعتبار طلوعه وعروجه يكون أخت الفتحة في العرف العربي ، وباعتبار هبوطه يكون أخت الكسرة كذلك ، ويسمّى ياء ، وبالاعتبار الجمعي أخت الضمّة ، ويسمّى واوا فالألف والواو والياء صور الألف ، الذاتية الوجودية النفسية في مراتبها الكلَّية ، فهي ألفات كلَّها في طور التحقيق لأنّها أنفاس ممتدّة ، وليست الاعتبارات المخرجية وتعيّناتها من وجه مخرجة لها عن الحقيقة الألفيّة حين امتدادها إلى العلو والسفل والجمع ، فهي كتعيّن الألف من مخرج الهمزة ، وفي التحقيق لا مخرج لهذه الحروف أعني حروف المدّ واللَّين ، وهذا الاعتبار اعتبار واحدية الواحد * ( وَإِلهُكُمْ إِله ٌ واحِدٌ ) * [1] فهو نصف الاثنين وثلث الثلاثة وربع الأربعة وخمس الخمسة ، جزء من أيّ عدد فرضنا وبهذا الاعتبار يكون الواحد مبدأ للعدد ولا يتنزّه عن الكثرة النسبية ، ويستلزم الربّ المربوب والإله المألوه ، وينشئ الواحد من نسب ذاته تعيّنات تجلَّياته وتنوّعات تعدّداته ، وإنّما لا يتنزّه الواحد من هذا الوجه عن الكثرة النسبية لأنّه مبدأ النسب والإضافات ومسمى الأسماء وموصوف الذات ، فلو تنزّه وترفّع عنها ، لما كان مبدأ لها ولا مبدئا منشئا بذاته إيّاها ، وهو بهذا الاعتبار داخل بالقوّة في العدد لا بالفعل ، فهو بالقوّة والصلاحية نصف وثلث وربع وخمس وغيرها ، وإذا شاء إنشاء العدد بالفعل ، تعيّن بذاته في مراتب تعيّناته



[1] البقرة ( 2 ) الآية 163 .

56

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست