نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 569
عن بلقيس ، أنّها أسلمت لله ربّ العالمين مع سليمان ، أي إسلام سليمان لله ربّ العالمين . قال - رضي الله عنه - : « فما انقادت لسليمان وإنّما انقادت لربّ العالمين وسليمان من العالمين ، فما تقيّدت في انقيادها كما لا يتقيّد الرسل في اعتقادها بالله ، بخلاف فرعون ، فإنّه قال : * ( رَبِّ مُوسى وَهارُونَ ) * » [1] . يعني : أنّ فرعون قيّد إسلامه بقوله : * ( رَبِّ مُوسى وَهارُونَ ) * [2] وإن كان ربّ موسى وهارون هو ربّ العالمين ، ولكن في لفظ فرعون مقيّد بموسى وهارون ، وفي قول بلقيس : * ( لِلَّه ِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) * مطلق يعمّ سليمان وموسى وهارون وغيرهم . قال - رضي الله عنه - : « وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه ، ولكن لا يقوى قوّتها » [3] . يعني - رضي الله عنه - : لا تقوى قوّة إسلام فرعون قوّة انقياد بلقيس ، لما ذكرنا ، ولا سيّما وقد كان إسلام فرعون في حال الذعر والخوف من الغرق ، ورجاء النجاة بالإسلام الفرعوني [ لا ] بالانقياد البلقيسي ، فإنّ كل واحد منهما أتبع إسلامه إسلام نبيّه ، فأسلم فرعون لله الذي آمنت به بنو إسرائيل وآمن موسى به ، فإيمانه وإسلامه تبع لإيمانه ، وقوله : أنا من المؤمنين ومن المسلمين فيهما دلالة إطلاق الإيمان والإسلام ، فإنّ المؤمنين [4] والمسلمين الذين جعل نفسه منهم آمنوا وأسلموا لله مطلقا فينسحب حكم ذلك عليهم ، ولكن إسلام بلقيس وإن كان مقيّدا بالمعية ، فإنّه يقتضي المشاركة . قال - رضي الله عنه - : « فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت ، حيث قال : آمنت بالَّذى * ( آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ ) * [5] فخصّص ، وإنّما خصّص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم باللَّه : * ( رَبِّ مُوسى وَهارُونَ ) * [6] ، فكان