نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 567
أيضا للحق من مادّة آصف ، ولكن لسان الإرشاد يقضي بما رسم . قال - رضي الله عنه - : « فما قطع العرش مسافة ، ولا زويت له الأرض ، ولا خرقها ، لمن فهم ما ذكرناه ، وكان ذلك على يدي بعض أصحاب سليمان ليكون أعظم لسليمان عليه السّلام في نفوس حاضرين من بلقيس وأصحابها ، وسبب ذلك كون سليمان عليه السّلام هبة الله - تعالى - لداود عليه السّلام من قوله : * ( وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ ) * [1] والهبة : عطاء الواهب بطريق الإنعام لا بطريق الجزاء الوفاق أو الاستحقاق ، فهو النعمة السابغة والحجّة البالغة والضربة الدامغة » . يعني سليمان عليه السّلام بالنسبة إلى داوود عليه السّلام فقد كملت الخلافة الظاهرة في داوود ، وظهرت الملكية وجودها في سليمان عليه السّلام سائر الليالي والأيّام . قال - رضي الله عنه - : « وأمّا علمه فقوله : * ( فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ ) * [2] مع نقيض الحكم » يعني مع منافاة حكمه لحكم داوود . قال - رضي الله عنه - : * ( وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً ) * [3] ، فكان علم داوود علما مؤتى آتاه الله ، وعلم سليمان علم الله في المسألة ، إذا كان الحاكم بلا واسطة [4] ، وكان سليمان ترجمان حقّ في مقعد صدق ، كما أنّ المجتهد المصيب بحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة ، لو تولَّاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله ، له أجران ، والمخطئ لهذا الحكم المعيّن له أحد [5] مع كونه علما وحكما ، فأعطيت هذه الأمّة المحمدية رتبة سليمان في الحكم ورتبة داوود ، فما أفضلها من أمّة ! ولمّا رأت بلقيس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله في تلك المدّة عندها ، * ( قالَتْ كَأَنَّه ُ هُوَ ) * [6] وصدقت بما ذكرناه من تجديد الخلق بالأمثال ، وهو هو ، وصدق الأمر ، كما أنّك في زمان التجديد
[1] ص ( 38 ) الآية 30 . [2] الأنبياء ( 21 ) الآية 79 . [3] الأنبياء ( 21 ) الآية 79 . [4] في بعض النسخ : إذ كان هو الحاكم بلا واسطة . [5] في بعض النسخ : له أجر . [6] النمل ( 27 ) الآيتان 42 و 44 .
567
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 567