نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 55
فما له وجود بلا أمر متعيّن فيه ، وذلك الأمر - فيما نحن بصدده - النفس ، والنفس مادّة وهيولى للصور الحرفية ، والحروف إنّما هي تعيّنات نفسية في المراتب المخرجية ، كما أنّ صور الموجودات الكونية إنّما هي تنوّعات تجلَّيات النفس الرحماني ، وكما أنّ نفس الإنسان إنّما ينبعث من القلب ، فله تعيّن في القلب غير متميّز عن المتعيّن ، وهو فيه عين المتعين ، وهذا الاعتبار سابق على اعتبار امتداده إلى المخارج ، وتعيّنه فيها يوجب تلك المدارج في التنزّلات والمعارج ، وهو اعتبار إجمال الألف وأحديّتها الجمعية النفسية وذلك لأنّ الألف - وهو الواحد ، أو النفس الإنساني ، أو النفس الرحماني ، أو الوجود الحق الساري في حقائق الموجودات - له ثلاثة مراتب [1] : إحداها : قبل امتداده ، وهو مرتبة إجماله واندماجه وانجماده وأحديّته قبل تعيّن آحاده ، فالحروف والأعداد والموجودات والمعدودات فيها مندمجة وفيها مضمّنة ومندرجة مجملة متّحدة ، وهي مرتبة استهلاكها فيها استهلاكا لا تظهر أعيانها ولا تتميّز فيتأتّى تبيانها ولا يتأتّى بيانها . وفي هذه المرتبة لا يمكن لممكن شهودها وعيانها كاعتبارنا للنفس الإنساني والنفس الرحماني والواحد الأحد في تعيّنه الكياني ، أو غيب القلب الإنساني ، أو غيب عين التعين الأوّل الكمالي الذاتي الإلهي الإنساني ، قبل التنفّس وامتداد النفس من قبل المتنفّس ، وقبل تفصيل مجملات التعينات من التعين الأوّل فإنّ النفس للمتنفّس واجب التحقّق - والعين المتعيّنة بالتعين الأوّل ثابتة له فيه ، والواحد في أحديته أصل للواحد الذي هو مبدأ العدد - وإن لم يتنفّس بالفعل أدنى زمان [2] . والواحد بهذا الاعتبار أحد تنتفي عنه الكثرة الوجودية والنسبية ، وهو مقام « كان الله ولا شيء معه » ومقام استهلاك الكثرة الأسمائية في الأحدية الذاتية ، ومقام كون النفس في قبضة قلب المتنفّس ، ولا معيّة لأعيان الحروف بالنفس لاستهلاكها فيه كاستهلاك النفس أيضا في نفس المتنفّس لعدم النفس قبل الامتداد إلى الإيجاد ، وبهذا
[1] الظاهر - بقرينة ما يأتي - : اعتبارات . [2] قيد لوجوب تحقّق النفس للمتنفّس .
55
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 55