نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 54
الحق - ليس إلَّا نسبة لا تحقّق لها بدون المتعيّن به وفيه ، لم يظهر للهمزة - التي هي إشارة إليه في عالم الرقم الإنساني ، الذي هو نظير عالم الملك والشهادة - وجود ، وكذلك المراتب - من حيث هي مراتب - لا وجود لها إلَّا بالتعينات المترتّبة فيها وجودا يتميّز به عن المتعين بها وفيها . وكما أنّ الألف لا تعيّن لها في عالم اللفظ - الذي هو نظير العالم الروحاني الكلامي القولي ، كما قال تعالى : * ( إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه ُ أَنْ نَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ ) * [1] وذلك لأنّ الألف عين الكلّ كالنفس الرحماني عين كلّ من نفّس عنه ، والكلّ من كونه كلَّا لا تعيّن له يشار إليه ، كما قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : « وإنّ الملأ الأعلى » وهم الروحانيون « ليطلبونه كما تطلبونه أنتم » ، يعني الملأ الأسفل وهم الجسمانيون وذلك لأنّ الألف - وهو النفس الواحد - عين الحروف العلوية والسفلية ، والحروف لا يجدونه و * ( هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ) * [2] ، * ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه ِ من حَبْلِ الْوَرِيدِ ) * [3] فالهمزة ظاهرة في اللفظ ولها تعيّن مخرجي من أعلى الصدر ممّا يلي القلب عندنا وعند القرّاء : هي من الحروف الحلقية ، والألف باطنة فيها وهي الظاهرة في الرقم وإن خفيت في اللفظ ، ككون النفس الرحماني عين الأرواح المروّحة بالنفس الرحماني المحمول في أعيانهم ، ككون الكلمة محمولة في الروح الأمين - كذلك الألف عين كل حرف في كل مخرج وهي المسمّاة بأسماء الحروف الظاهرة بأعيانها ، فهي لها كالقوالب والظروف ، وكذلك الواحد - الذي هو روح الألف في العدد - ليس له وجود في العدد لكونه غير معدود ، فما هو داخل [4] - من كونه واحدا - في مراتب العدد إذ لا يصحّ إطلاق اسم العدد إلَّا على ما يتعدّد ، والواحد له الأوّلية والقبلية الذاتية والمرتبيّة على مرتبة العدد . البحث الثاني من الثامن : اعلم : أنّ التعيّن صورة في المتعين بذلك التعين وفيه