نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 549
يعني : أكَّد المخاطبة بالتفرقة في عين الجمع بالفصل والعماد ، وهو تحقّق [1] الإفراد للحق المطلق من حيث تعيّنه في إطلاقه وفصله عن تعيّنه الشخصي ونسبة العلم كلَّه إلى الله في الإطلاق والتقييد والجمع والفرق ، فإنّه هو علَّام الغيوب . قال - رضي الله عنه - : « وفرّق وجمع ووحّد وكثّر ووسّع وضيّق » . يعني بالتفرقة إفراد المخاطب عن المخاطب ، وبالجمع أنّه جعل الله في المادّة العيسوية وفي كل عالم من العالم وفي ذاته مطلقا ، وكثّر من حيث هذا الفرقان ، ووحّد من حيث الجمع ، وضيّق ووسّع كذلك . قال - رضي الله عنه - : « ثم قال متمّما للجواب : * ( ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي به ) * [2] فنفى أوّلا مشيرا إلى أنّه ما هو ثمّ » يعني في قوله : « ما قُلْتُ لَهُمْ » « ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم » يعني في قوله : « إِلَّا ما أَمَرْتَنِي به » . قال - رضي الله عنه - : « ولو لم يفعل كذلك ، لاتّصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلك ، فقال : « إِلَّا ما أَمَرْتَنِي به » وأنت المتكلَّم على لساني وأنت لساني » . قال - رضي الله عنه - : « فانظر إلى هذه التنبئة [3] الروحية [4] ما ألطفها وأدقّها ! » يعني في قوله : « ما أَمَرْتَنِي » مع أنّه عينه ، فأفرد الحق بتاء الكناية عن المخاطب ، وحدّد نفسه وميّزه من حيث مأموريته بياء كناية المتكلَّم « أَنِ اعْبُدُوا الله » فجاء بالاسم « الله » لاختلاف العبّاد في العبادات واختلاف الشرائع ، ولم يعيّن [5] اسما خاصّا دون اسم ، بل جاء بالاسم الجامع للكلّ ، ثم قال : « رَبِّي وَرَبَّكُمْ » ومعلوم أنّ نسبته إلى موجود ما بالربوبية ليست عين نسبته إلى موجود آخر ، فلذلك فصّل بقوله : « رَبِّي وَرَبَّكُمْ » بالكنايتين : كناية المتكلَّم وكناية المخاطب . « إِلَّا ما أَمَرْتَنِي به » فأثبت نفسه مأمورا
[1] م : تحقيق . [2] المائدة ( 5 ) الآية 117 . [3] في بعض النسخ : التثنئة . وردّه القيصري . وفي م وف : البينية . [4] في بعض النسخ : الإلهية . [5] في بعض النسخ : ولم يخصّ .
549
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 549