responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 48


إن شاء الله تعالى فهو علم للإله الموجد ، لا للذات الغيبية الغنيّة عن العالمين فإنّ الذات - من حيث إطلاقها عن الموجدية والموصوفية بالأسماء والصفات - لا تتعيّن إليها إشارة ، ولا تعلم ، ولا يكون لها اسم معيّن علم لا يفهم منه غير الخصوصية الذاتية ، فليس « الله » علما للذات من كونها لا تعلم ولا يحاط بها ، بل علم للموجد من حيث ارتباط العالم به وارتباطه بالعالم ولأنّ الدالّ على ذاته الأحدية وهويّته الغيبية وبساطته الحقيقية لا يكون اسما مركَّبا تركيبا خاصّا من حروف متعدّدة ، بل الدالّ على البسيط الحقيقي يجب أن يكون بسيطا كذلك .
وأحقّ الحروف البسيطة - التي يشاربها إلى غيب ذات الله - حرف الهاء فإنّه ضمير الغائب في الدلالة بالوضع الأصلي ، وكذلك الهاء شكل الإحاطة لفظا وخطَّا في الوضع العربي . أمّا خطَّا فظاهر . وأمّا لفظا فإنّها تبتدئ من وسط الصدر ، فتمرّ على جميع المخارج ، فتحيط بخواصّ سائر الحروف - كإحاطة غيب الذات على مراتب تعيّناتها إحاطة ذاتية أحدية جمعية ، فيتعين من حضرة العلم الذاتي ويمتدّ على الملكوت وملكوت الملكوت والجبروت إلى عالم الملك والشهادة - ثم ترجع بعد مرورها عليها في امتدادها بكرورها راجعة كذلك إلى مخرج الهمزة في الوضع العربي الكامل مكمّلة لدورية الروحانية الإحاطية ، فافهم .
وعلى هذا فعلميّة « الله » الجلالة - جلَّت وتعالت - ليست لكنه الذات المطلقة من حيث لا تعيّنها وإطلاقها ، ولكن من كون هذا الاسم اسما لواجب الوجود بالذات ، موجد الذوات الكائنات ، والنسب والإضافات ، مبدع العلويات الروحانيات ، خالق السفليات الجسمانيات ، مفيض الوجود على الماهيات الكيانيات فهو اسم علم للمرتبة الأحدية الجمعية الموجدة الجامعة للمعاني المذكورة في وجوه الاشتقاق كلَّها ، لا للذات المطلقة باعتبار تجرّدها وإطلاقها عن النسب والإضافات ، وسائر الأسماء والصفات فإنّ اعتبار الذات المطلقة - تعالى - سابق على اعتبار كونه موصوفا بالألوهيّة ، مسمّى بأسماء الربوبية والنسب الوجوبية ، كالموجدية والعلَّيّة والمبدئيّة والإلهيّة ، فافهم .

48

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست