نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 47
الحصر وستر وجه الحق الموجد في شيء معيّن ، ليس له ذلك ، وهو هواه وخياله . التاسع : من وله الفصيل بأمّه : إذا أولع ، والمعنى أنّ الخلق مولهون ومولعون بالله في التضرّع إليه ، والسؤال عنه على كل حال . العاشر : أنّ الأصل في هذا الاسم هو هاء الكناية عن غيب ذاته وهويّته غير المتعيّنة إذ الهاء - كناية الغائب - إشارة إلى غيب هويته ، ثم زيد فيه لام الملك أو لام التخصيص إذ الكلّ له - تعالى - وهو مالك الكلّ بالتخصيص . فاللام إشارة إلى أنّ ملكية الكلّ - من عالمي الملك والملكوت - له تعالى ثم زيد فيه على لام الملك لام التعريف نفيا لتوهّم إمكان وقوع الشركة في كناية الغائب وفي الملكية عرفا شرعيا ، لا حقيقة لأنّ كل ما هو مشهود من العالم ملك لذات غيبية إلهية حقيقة ، وإن ظهر بعضها في العرف الشرعي ملكا للعبد ، وتلك الذات الغيبيّة لا يحاط بها علما وشهودا ومعرفة ووجودا ثم فخّموه تعظيما ، فصار « الله » على ما ترى . فهذه هي الوجوه العشرة الاشتقاقية المشهورة ، التي ذهب إليها القائلون بأنّ « الله » اسم مشتق من أهل العربية والكلام ، ذهب إلى كل واحد من هذه الوجوه طائفة من علماء الرسوم ، وأوردت في ذلك على كل وجه منها شبه وشكوك ، وأجيب عنها . إنّنا لسنا بصدد التعرّض لذكر تفصيلها من الطرفين في هذا الموضع بأكثر ممّا ذكرنا ، * ( وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ) * [1] . البحث الخامس : في إشارة [2] جمليّة إلى العلمية يقتضيها هذا الاسم بما فيه من الاختصاص . اعلم : أنّ هذا الاسم في مشرب التحقيق علم للذات الموجدة الموصوفة بالألوهية والربوبية وسائر النعوت والصفات الوجوبية ، لا مطلقا من حيث إطلاق الذات بل من حيث إنّه يدلّ بموجب اشتقاقاتها على أحد جمع جميع هذه المعاني ، فإنّ ذات الإله الموجد من كونها إلها تستحقّ هذه الحقائق بالذات ، كما يستقصى فيها الكلام فيما بعد