نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 46
* ( لا تُدْرِكُه ُ الأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصارَ ) * . [1] الرابع : أنّه مأخوذ من « لاه » : إذا ارتفع وذلك لأنّ الرفعة الحقيقية لله ، وهو الرفيع الرافع ، ولكن رفعته لا بالمكان ولا بالمكانة ، بل بالذات وإطلاقه عن التقييد برفعة المكان والمكانة ، وبكونه معطيا للرفعة . الخامس : أنّه مأخوذ من قولهم : « ألهت بالمكان » : إذا أقام بالمكان ، قال الشاعر : < شعر > ألهت بدار ما بين رسومها < / شعر > ويكون هذا المعنى بالنسبة إليه - تعالى - كناية عن الدوام والثبات والبقاء الذاتية له ، وفيها معنى اللزوم والإقامة على مقتضى ذاته . وأيضا : لأنّ الألوهية ملزومة العالم فلا يتصوّر وجود الألوهية بلا مألوه ، ولا وجود الربوبية بلا مربوب وجودا وتقديرا ، فهو إشارة إلى اللزوم الذي بين الإله والمألوه والربّ والمربوب . السادس : أنّه مشتق من الإلهيّة ، وهي القدرة على الإيجاد والاختراع ، وهي ذاتية لله تعالى . ولم ترد الإلهية بهذا المعنى ، والاشتقاق ماض لا مستقبل ، وهذه الحقيقة خصوص ذات الموجد . وقيل : هي أحقّ هذه الوجوه بالحق . فافهم . السابع : من أله يأله : إذا تحيّر لأنّ ذاته محيّرة - اسم فاعل - ومقام الحيرة الكبرى حضرته فقد حيّرت عقول أولي الألباب ، والحيرة في الله أعلى درجات العلماء به . قال بعض العارفين : « يا حيرة يا دهشة يا خوفا لا تتقرّي » [2] . الثامن : أنّه مشتق من الإلاهة وهي العبادة من أله يأله : إذا عبد . وقرأ ابن عبّاس ويدرك وإلهتك [3] ، أي عبادتك . وتألَّه : إذا تعبّد ، والله - تعالى - هو المعبود على الحقيقة في نفس الأمر ، سواء عرفه العارف أو لم يعرف ، وقصده أو لم يقصده . * ( أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه ُ ) * [4] وهو المعبود أيضا في كلّ ما عبد من الأصنام ، والكفر في