نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 461
إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)
في نفسه عقيدة يرجع بها إلى ربّه ، فهو عبد ذلك العقد . قال - رضي الله عنه - : « فإيّاك أن تتقيّد بعقد مخصوص ، وتكفر بما سواه ، فيفوتك خير كثير » [1] . يعني - رضي الله عنه - : أنّ الحق المتجلَّي في صور الاعتقادات يقبل الجميع ويسعها ، فإذا تقيّدت منها بصورة دون صورة ، فقد كفرت بما سواه والحق فيه ، فجعلته وأسأت الأدب معه وأنت لا تدري . قال - رضي الله عنه - : « فيفوتك خير كثير ، بل يفوتّك العلم بالأمر على ما هو عليه ، فكن في نفسك هيولى لصور المعتقدات كلَّها ، فإنّ الإله - تعالى - أوسع وأعظم من أن يحصره عقد دون عقد » . يعني - رضي الله عنه - : أنّ الحق هو الظاهر المتجلَّي في كل ذلك ، ومتعلَّق الجهل والكفر إنّما هو التعيّن والتقيّد والحصر لا غير ، فأطلق الأمر وانطلق أنت بعقلك عن القيود الاعتقادية تحظ بالعلم الأتمّ والشهود الأعمّ ، كما أشار إليه الشيخ في المقام : < شعر > « عقد الخلائق في الإله عقائدا وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوا » < / شعر > قال - رضي الله عنه - : « فإنّه يقول » أي الحقّ * ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه ُ الله ) * [2] وما ذكر أينا من أين » أي أطلق وعمّم ، فلا أين إلَّا ولله - تعالى - وجه يولَّي وجهه إليه مولّ . قال : « وذكر أن ثمّ وجه الله ، ووجه الشيء حقيقته ، فنبّه بهذا قلوب العالمين لئلَّا تشغلهم العوارض في الحياة الدنيا عن استحضار مثل هذا ، فإنّه لا يدري العبد في أيّ نفس يقبض ، فقد يقبض في وقت غفلة ، فلا يستوي مع من قبض على حضور » . يحرّض - رضي الله عنه - المؤهّلين للكمال أن لا يتقيّدوا ولا يقيّدوا ، فيغلب عليهم ذلك ، فيعمّ أحوالهم وأوقاتهم ، ثمّ لا يتأتّى لهم أن يلقوا الله على الحضور والمراقبة والعلم ، فيخسروا ويحشروا على ما قبضوا عليه من الغفلة ، أعاذنا الله وإيّاك من آفات الغفلات ، فإنّها أفظع العاهات ، وأقطع الزلَّات ، إنّه قدير .
[1] تأتي هذه الجملة ثانية . [2] البقرة ( 2 ) الآية 115 .
461
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 461