responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 451

إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)


أشهده الله هذا المشهد الشريف النزيه ، أشهده فيها أعيان الأنبياء والمرسلين كلَّهم أجمعين مجتمعين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره هود عليه السّلام أنّ اجتماعهم لتهنئته - رضي الله عنه - بأنّه خاتم الأولياء ووارث ختمية خاتم الرسل والأنبياء ، وأنّه قطب الأقطاب .
وسبب اختصاص هود عليه السّلام بإخباره بسبب اجتماعهم هو صحّة مناسبة ذوقه ومشربه صلى الله عليه وسلم بمشرب ختم الولاية المحيطة بالأذواق والمشارب كلَّها من حيث جمعيته عليه السّلام وإحاطة مشربه في التوحيد وسعة مقام كشفه وشهوده عليه السّلام ، فإنّه أثبت بشهادة القرآن العظيم أنّ الحق عين كلّ دابّة على أرض الحقيقة ، فما خصّص شيئا عن شيء ، وعيّن أنّ الله بهويته الأحدية الجمعية آخذ بناصية كل متعيّن بها من الممكنات غير المتناهية التي تدبّ بالحق المتعيّن فيه على أرض الحقيقة التي عليها تدبّ وتسلك طريقة خاصّة بها إلى ربّها ، فإنّه هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن ، فعمّ شهوده عليه السّلام جميع ما ظهر وبطن ، فإنّه ما من ظاهر متعيّن إلَّا وهو يدبّ بالحق الآخذ بناصيته إليه ، وما من باطن من الحقائق الغيبية العينية إلَّا وهو يدبّ إلى كمال الظهور وتحقّقه بالنور ، والأوّل يدبّ إلى نهاية الآخرية اللامتناهية ، والآخر يدبّ بانعطافه على الأوّل .
وكونه ضخما صورة كماله وسعته في الشهود ، كمال قال الله - تعالى - حكاية عن أشموئيل عليه السّلام في حق طالوت وتزكيته عند من كان بصدد جرحه في الطعن فيه ، فقال :
* ( إِنَّ الله اصْطَفاه ُ عَلَيْكُمْ وَزادَه ُ بَسْطَةً في الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ) * [1] .
قال - رضي الله عنه - : « وأيّ بشارة أعظم للخلق [2] من هذه ؟ » يعني من إخباره أنّه عين هويات الأشياء كلَّها .
قال : « ثمّ من امتنان الله علينا أن أوصل إلينا هذه المقالة عنه في القرآن ، ثم تمّمها الجامع للكلّ محمّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - بما أخبر به عن الحقّ بأنّه عين السمع والبصر واليد والرجل واللسان ، أي هو عين الحواسّ . والقوى الروحانية أقرب من الحواسّ »



[1] البقرة ( 2 ) الآية 247 .
[2] في ف وبعض النسخ : للخلق أعظم من هذه .

451

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 451
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست