responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 450


ظهور هذه الأسرار ، فإنّ الفحش ظهور ما يجب ستره ، وهذا ما ظهر منها ، وأمّا فحش ما بطن منها فهو بالنسبة إلى من أظهره الله عليه ، فجرّ الله العيون أي أظهرها من باطن الأرض ، وفجّر الله ينابيع الحكمة من قلبه إلى لسانه ، والفجور هو الفحش الظاهر ، ممّا يجب ستره .
قال : ولمّا حرّمها - أي جعلها حرما لا يطرقها إلَّا أهل الحمى لم يكن سترها إلَّا بالتعينات الكثيرة المختلفة التي أوجبتها أنت بأنانيّتك وإنيّتك ، فإنّ الأنانيّة والإنيّة والأينية والتحتية والفوقية عدّدت الهوية الأحدية إلى هويات لا تتناهى ، فسترتها بها ، فظهرت الغيرية ، لأنّ « أنا » غير « ك » ، و « أنت » و « أنت » غير « هو » وغير « ي » ، و « نحن » غير « كم » فكثرت الكنايات والعبارات عن عين واحدة ، فقيل :
< شعر > عباراتنا شتّى وحسنك واحد وكلّ إلى ذاك الجمال يشير < / شعر > فمن كان تحقّقه في مقام شهود الغيرية تحقّقت الغيرية بالنسبة إليه على العين فستر الحقيقة ، فقال : السمع سمع زيد ، والعارف بالحقيقة يقول : السمع والبصر والقوى والجوارح من الكلّ عين الحقّ والكلّ في مقام قرب النوافل من كون الكلّ متنفّلا بوجوداتهم ومتقرّبا إلى الحق بمظهرياتهم وإنّيّات أعيانهم وهوياتهم ، فتميّزت المراتب والمنازل ، وتعيّنت المشارب والمناهل وتبيّن المفضول عن الفاضل ) * قال - رضي الله عنه - : « واعلم : أنّه لما أطلعني الله وأشهدني أعيان رسله وأنبيائه كلَّهم البشريّين من آدم إلى محمّد - صلوات الله عليهم أجمعين - في مشهد أقمت فيه بقرطبة سنة ستّ وثمانين وخمسمائة ، ما كلَّمني أحد من تلك الطائفة إلَّا هود عليه السّلام ، فإنّه أخبرني بسبب جمعيتهم ، ورأيته رجلا ضخما في الرجال ، حسن الصورة ، لطيف المحاورة ، عارفا بالأمور ، كاشفا لها ، ودليلي على كشفه لها قوله * ( ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) * [1] .
قال العبد : « قرطبة » مدينة من بلاد المغرب ، وكان الشيخ - رضي الله عنه - بها إذا



[1] هود ( 11 ) الآية 56 .

450

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست