نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 433
وبصورتك وأنانيّتك خلق أو ظاهر أو مظهر أو شهادة للحق . وإن كان مشهدك الكثرة والاختلاف ، ورأيت أنّ هذه الكثرة من عين الوحدة ، وفيها نسبها وإضافاتها ، فأنت من أهل الله . وإن كان مشهدك حجابيّات الكثرة وصنميّات الأشياء ، ولا ترى غير العالم ، فأنت من أهل الحجاب . وإن رأيت حقّا بلا خلق ، فأنت صاحب شهود حاليّ . وإن رأيت حقّا في خلق وهو غيره ، فأنت قائل بالحلول أو قائل بالاتّحاد . وإن رأيت خلقا في حق مع أحدية العين ، فأنت على الشهود الحقيقي . وإن شهدت حقا في خلق وخلقا في حق من وجهين وباعتبارين مع أحدية العين ، فأنت كامل الشهود ، فاشكر الله - تعالى - على ما هداك وأولاك وولَّاك . قال - رضي الله عنه - : « فالحق بالنسبة إلى ظلّ خاصّ صغير وكبير وصاف وأصفى كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر إلى الزجاج يتلوّن بلونه ، وفي نفس الأمر لا لون له ، ولكن هذا تراه ضرب مثال لحقيقتك بربّك » . يعني - رضي الله عنه : ظهور الحق في حقيقة ظاهرة ظهور ظاهر صاف ، كظهور النور في الزجاج الصافي الذي لا لون له ، وفي الملوّن ملوّن ، كذلك في الكدر كدر ، فإنّ لون الماء لون إنائه ، فمن كان في حقيقته لا لون له على التعيّن ، ظهور النور فيه كما هو في ذاته ، خارجا عن المرآة ، كما قلنا : أنا الآن من ماء إناء بلا لون . قال - رضي الله عنه - : « فإن قلت : النور أخضر لخضرة الزجاج ، صدقت وشاهدك الحسّ . وإن قلت : ليس بأخضر ولا ذي لون - كما أعطاه لك الدليل - صدقت وشاهدك النظر العقلي الصحيح . فهذا نور ممتدّ عن ظلّ هو عين الزجاج ، فهو ظلّ نوري لصفائه » . يعني : ظهور الوجود الحق في عالم الأمر والعقول والنفوس ظهور نوري ، فهي أنوار ظلاليّة أو ظلال نورية - فإنّ الاعتبارين فيها سائغان بحسب ذوقك - غير متحيّزة ولا جسمانية ، ولكن لها صبغة من صبغ الجسمانيات ، وظهوره في الزجاج غير الملوّن كظهور نور الوجود في أعيان الأرواح والعقول ، فافهم ، أو كظهور التجلَّي في قابلية العارف والمحقّق . قال - رضي الله عنه - : « كذلك المتحقّق منّا بالحق تظهر لصفائه صورة الحق فيه أكثر
433
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 433