نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 434
ممّا تظهر في غيره ، فمنّا من يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشارع الذي يخبر عن الحق ، ومع هذا عين الظلّ موجود » . يعني : أنّك موجود ، وظهور الحق فيك بحسبك مشهود . « فإن الضمير من « سمعه » وغيره يعود عليه ، وغيره من العبيد ليس كذلك ، ونسبة هذا العبد إلى وجود الحق أقرب من نسبة غيره من العبيد » . قال العبد : فكذلك صاحب الفرائض الذي يسمع به الحق ويبصر به ويأخذ ويعطي فهو سمع الحق وبصره وعينه ، وكذلك الذي يجمع بين القربين ، والذي في مقام التشكيك ، والذي في مقام التمحّض على ما تقرّر وتحرّر ، فتذكَّر وتأمّل وتدبّر تعرف مقامات رجال الله وأولياء الله وأهله ، لا أولياء الأوامر والنواهي الإلهيّة ، إن شاء الله تعالى . قال - رضي الله عنه - : « وإذا عرفت ما قرّرناه ، فاعلم : أنّك خيال » . يعني : من حيث تصوّرك وحجابيّتك وصنميّتك الطاغوتية على ما في وهمك منك وزعمك ، لا على ما أنت عليه عند الحق والمحقّقين . قال - رضي الله عنه - : « وجميع ما تدركه ممّا تقول فيه [ : « سوى » [1] ] كلَّه خيال في خيال » . يعني - رضي الله عنه - : أنّك ما تدرك - على ما تعوّدت وعرفت في زعمك - إلَّا غير الحق وهو خيال ، فإنّه ما ثمّ إلَّا الحق ، فالذي يجزم أنّه الموجود خيال ، والذي توهّمت أنّك وجود [2] غير الحق ، مستقلّ في الوجود ، فاعل مختار خيال في خيال ، وكل ما تقول وتفعل خيال . والوجه الآخر الأعلى هو أنّ الوجود الحق - كما علمت إن شاء الله - مجلى ومرآة لظهور صور الأعيان الثابتة ، والظاهر في المرآة مثال وهو خيال بلا شكّ ، إذ لا حقيقة له خارج المرآة ولا وجود له في عينه ، فهو مخيّل ممثّل أو نسبة ، لا وجود له في عينه ، ولكن من حيث الأمر الظاهر فيه المتمثّل المتخيّل ، له وجود محقّق ، فإنّ الخيال صورة