responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 43


فهذه محصول كلَّيات أقوال المثبتين لعلميته ، وجوابها بلسان التحقيق والإيجاز .
البحث الثالث : في حجج مثبتي الاشتقاق ذهب جمع كثير من العلماء بالعربية ، والأشاعرة ، وجمهور المعتزلة [ إلى ] أنّ هذا الاسم مشتقّ . واحتجّوا بحجج :
منها : أنّ وضع الاسم العلم يتوقّف على معرفة حقيقة الذات ، وذاته - تعالى - غير معلومة للخلق ، فوضع العلم لها محال .
وقد أجيب عنه : بأنّه وإن لم تكن ذاته معلومة للخلق ، وليس لهم أن يضعوا لها اسما علما ، لكن ذاته - تعالى - معلومة له فلا يمتنع عليه أن يضع اسما علما لذاته تعالى .
والجواب عن هذا : أنّ الهوية الذاتية مطلقة بالإطلاق الحقيقي وهي تقتضي بحقيقتها أن لا تعلم ولا تنحصر ولا تعرف ولا تتناهى ولا تحدّ ، وحقيقة العلم الإحاطة بالمعلوم وكشفه على سبيل التمييز عن غيره فحقيقة العلم لا تتعلَّق بها وحقيقة الذات تقتضي أن لا تعلم ، والشيء إذا اقتضى أمرا لذاته ، فإنّه لا يزال عليه ما دامت ذاته ، فلو وضع الحق لنفسه اسما علما لا يفهم منه إلَّا خصوص الذات ، لكان محصورا في دلالة ذلك الاسم ، وصارت الذات المطلقة مقيّدة به ، وهذا محال .
وأيضا : ليس في قوّة لفظ من الألفاظ أن يدلّ على الذات المطلقة دلالة إطلاقية ، لكون أيّ لفظ فرض مقيّدا بتركيب خاصّ وليس في قوّة المقيّد أن يعطي غير ما في حقيقته ، ولا في قوّة حقيقة العلمية أن تحيط بما لا يقتضي الإحاطة به لذاته لأنّ العلم - سواء أضيف إلى الخلق أو إلى الحق - فإنّ الإضافة لا تخرجه عن حقيقته ، والحقائق لا تتبدّل فلا تطلق حقيقة مقيّدة بالحقيقة ولا تتقيّد حقيقة مطلقة من كونها كذلك ، والعلم على كل حال نسبة من نسب الذات ، متميّزة عن غيرها وهي - وإن كانت نسبة محيطة بالمعلوم - فإنّها محيطة بالذات المنضبطة المحصورة المقيّدة المتميّزة عن غيرها بحدّها ، وليس في قوّة نسبة من نسب الذات أن تحيط بالذات غير المحاطة ، وإلَّا لزم قلب الحقائق ، وخرجت الذات عن مقتضياتها الذاتية ، وذلك بيّن البطلان .
فإن قيل : العلم الذاتي عين الذات ، فلا يكون من هذا الوجه غيرها ، فلا يمتنع على العلم الذاتي الإحاطة بالذات .

43

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست