نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 42
وجود تلك المعاني في ذات غيره . وأيضا : لا نسلَّم أنّ كلّ مشتقّ كلَّيّ - كما ذكرتم - غير مانع عن وقوع الشركة ، بل إذا كان بحقيقته يقتضي الاشتراك في الوضع والدلالة كلفظة « العين » ، بل هو مخصوص بحقيقة الموجد ، كالشمس مخصوصة بالنيّر الأعظم مع دلالتها على الشموس وهو الارتفاع والعلوّ والإباء وشدّة التسخين وهي معان مخصوصة الجمعية في الشمس ، وإن كان كل واحد منها موجودا في غير النيّر الأعظم ، ولكن أحديّة جمع جميع هذه المعاني في النيّر الأعظم ، فكذلك دلالة هذا الاسم دلالة أحدية جمع جميع ما في قوّة دلالة اسم « الله » من المعاني . وممّا احتجّ به مثبتو العلميّة أيضا : أنّه لو كان مشتقّا ، لكان من أسماء الصفات ، وحينئذ لم تكن إقامته مقام الموصوف أولى من غيره ، ولكن هذا الاسم موصوف ومنعوت بسائر الأسماء دون غيره ، فهو اسم علم للمسمّى . والجواب : [ أنّه ] لا تلزم من هذا علميّته فقد يكون بعض الأسماء والصفات أجمع وأعمّ وأكمل وأتمّ في معناه لحقائق الموجدية ، فيندرج سائره تحت حيطته ، فيقام مقام المسمّى ويوصف بالجمع ، ولا يكون علما للذات ، ونحن ما نعني بالعلم إلَّا الاسم الدالّ على حقيقة الذات ، وذاته - تعالى - لا تنحصر في مدلول معيّن ، فلا يجوز أن يكون لها اسم علم ، بل هو اسم مقدّم على جميع الأسماء ، جامع لمعاني الكلّ وهو الاسم « الله » ومع هذا فغير ممتنع أيضا أن يحمل هذا الاسم على غيره من الأسماء . وقد قيل : إنّ كل واحد من الأسماء الإلهيّة يقام مقام المسمّى موضوعا ، ويحمل عليه هذا الاسم ، كما ذهب إليه ابن قسيّ - رضي الله عنه - فيقال مثلا : « الرحمن الله » ، و « الرحيم الله » ، و « الكريم الله » ، وهذا صحيح ، غير ممتنع شرعا وعقلا وكشفا ، وقد ورد هذا النمط في الأدعية المأثورة ، وأصله في القرآن كثير وإن لم يهتد إليه إلَّا أهله ، كما يقع في جواب الاستفهام مثل قوله : * ( قُلْ من رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) * [1] * ( فَسَيَقُولُونَ الله ) * [2] معناه : ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم الله ، فافهم .
[1] المؤمنون ( 23 ) الآيات 86 - 87 . على قراءة رفع « اللَّه » . [2] المؤمنون ( 23 ) الآيات 86 - 87 . على قراءة رفع « اللَّه » .
42
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 42