نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 428
قال - رضي الله عنه - : « وإن كان الشخص أبيض ، فإنّه - أي الظلّ [1] - بهذه المثابة ، ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وإن كانت في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونيّة ، وليس ثمّ علَّة إلَّا البعد » . يعني - رضي الله عنه - : أنّ الوجود الظاهر في العالم وإن كان نورا في حقيقته ، ولكنّه ظهر بحسب المظهر غير نيّر . قال - رضي الله عنه - : « كرزقة السماء » لأنّ السماء زرقا في عينها ، ولكنّ البعد يقضي أن تظهر كذلك في بصر الناظر . قال : « فهذا ما أنتجه البعد في الحسّ في الأجسام غير النيّرة » . يعني الجبال . قال : « وكذلك أعيان الممكنات ليست نيّرة ، لأنّها معدومة وإن اتّصفت بالثبوت ، ولكنّها لم تتّصف بالوجود » . يعني : أنّ الأعيان الثابتة ثبوتها في العلم الذاتي العالم بها ، لا لأعيانها . قال - رضي الله عنه - : « إذ الوجود نور ، غير أنّ الأجسام النيّرة تعطى [2] في الحسّ صغرا ، فهذا تأثير آخر للبعد ، فلا يدركها الحسّ إلَّا صغيرة الحجم وهي في أعيانها كبيرة عن ذلك القدر » أي أكبر « وأكثر كمّيّات كما نعلم بالدليل أنّ الشمس مثل الأرض في الجرم مائة وستّين وربعا وثمن مرّة وهي في العين على قدر جرم الترس ، فهذا أثر للبعد أيضا » . قال العبد : ظهور الكبير صغيرا بسبب البعد ضرب مثل لظهور نور الوجود المطلق مقيّدا بحسب القابل ، لبعد المناسبة بين الإطلاق والتقييد . قال - رضي الله عنه - : « فما نعلم من العالم إلَّا بقدر ما نعلم من الظلال » . يعني : لا نعلم غيوب أعيان الماهيات وهويّاتها ، وإنّما نعلم منها ما ظهر في نور الوجود من آثار خصوصيّاتها ، فما هي إلَّا أمثلة أعيان الحقائق وظلالها ، لا أعيانها .
[1] في بعض النسخ : فظلَّه بهذه المثابة . [2] في بعض النسخ : يعطي فيها البعد في الحسّ صغرا .
428
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 428