نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 429
قال - رضي الله عنه - : « ويجهل من الحق بقدر ما يجهل من الشخص الذي كان عنه ذلك الظلّ » . أي المدرك هو الشكل والصورة والهيئة والمثال ، وحقيقة النور الوجودي المتشكَّل في كل شكل ، والمتصوّر في كل صورة ، والمتمثل في كل مثال وهيئة - لا تعلم ولا تدرك من حيث عينها ، بل من حيث تشكَّلها ، فالعلم بها - من حيث هي هي - جهل بها ، لأنّها بحقيقتها تقتضي أن تجهل ولا تعلم ولا تتعيّن . قال - رضي الله عنه - : « فمن حيث هو ظلّ له يعلم » . يعني - رضي الله عنه - : إن علمت ، فما تعلم إلَّا من كونها ذات ظلّ وهو كونه إلها ربّا ، لا من حيث هي مطلقة . قال - رضي الله عنه - : « ومن حيث ما يجهل ما في ذات ذلك الظلّ الذي من صورة شخص من امتدّ عنه ، يجهل من الحق » . يشير - رضي الله عنه - إلى أنّ صورة الإطلاق الذاتي واللاتعيّن واللا تناهي - التي هي صورة الحق الذي امتدّ عنه هذا [1] الوجود غير مشهودة ولا مدركة في الوجود الممتدّ إلى الممكنات ، لكون النور الممتدّ الظلَّي مقيّدا بحسب من امتدّ عليه ، وكذلك يجهل من الوجود الممتدّ أيضا بحسب ذلك وهو ما يشير إليه الشيخ - رضي الله عنه - : إنّ وراء كل متعيّن من الوجود ما لم يتعيّن ، فمهما لم تصل معرفة العارف من كل شيء إلى ما وراءه من اللاتعيّن والإطلاق ، فلم يعرفه ولم يدركه ، وقد أشار إليه هذا الختم - رضي الله عنه - بقوله ، شعر : < شعر > ولست أدرك من شيء حقيقته وكيف أدركه وأنتم فيه ؟ ! < / شعر > قال - رضي الله عنه - : « فلذلك نقول : إنّ الحق معلوم لنا من وجه ، مجهول لنا من وجه آخر » . فلا نعلم إطلاق المطلق بالمقيّد إلَّا مثل ما يعلم الضدّ بالضدّ ، يعني مجملا أنّه