responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 426


الأزلية أزلا قبل الإيجاد أنّ لهم صلاحية ذلك * ( وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) * . [1] قال - رضي الله عنه - : « فهو عين نسبة الوجود إلى العالم » .
الضمير يعود إلى العالم ، فإنّ الوجود من حيث ما يسمّيه عالما يسمّى « سوى الحق » وإلَّا فالوجود واحد ، وهو من حيث نسبته إلى الحق عينه لا غير ، ولا يصحّ من هذه الحيثية أن يقال : هو سواه ، فإنّ قوله - رضي الله عنه - : « لأنّ الظلّ موجود بلا شكّ في الحسّ ، ولكن إذا كان ثمّ من يظهر فيه ذلك الظلّ حتى لو قدّرت عدم من يظهر فيه ذلك الظلّ ، كان الظلّ معقولا غير موجود في الحسّ ، بل يكون في القوّة في ذات الشخص المنسوب إليه الظلّ » تعليل لقوله : « مسمّى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظلّ » فكما أنّ الظلّ موجود في الحسّ عند وجود الشخص ، فكذلك العالم ، إذ ما يسمّى « سوى الحق » موجود بوجود الحق وهو مع قطع النظر عن الحق غير موجود في عينه ، إذ لا وجود له من ذاته ، كما لا وجود للظلّ بلا وجود الشخص ، ثم العدم بالنسبة إلى الممكن - على ما عرف وعرّف عرفا حكميّا رسميا - أولى ، فهو به أولى ، فقد كان معدوما لعينه ، فكما أنّ الظلّ غير موجود مع فرض عدم الشخص الذي يمتدّ منه الظلّ ، فكذلك العالم مع قطع النظر عن النور الوجودي الممتدّ من الحق ، ولو قدّرنا عدم إفاضة الوجود الحق المطلق لنوره المنبسط على أعيان العالم ، ما وجد العالم أصلا ، وكان الحق إذ ذاك في تجلَّي عزّه وغناه عن العالمين في مقام « كان الله وما كان معه شيء » .
قال - رضي الله عنه - : « فمحلّ ظهور هذا الظلّ الإلهي المسمّى بالعالم هو [2] أعيان الممكنات ، عليها امتدّ هذا الظلّ ، فتدرك من هذا الظلّ بحسب ما امتدّ عليه من وجود هذه الذات ، ولكن باسمه النور وقع الإدراك » .
يشير - رضي الله عنه - [ إلى ] أنّه لا يدرك من الوجود الحق المطلق إلَّا بحسب ما امتدّ عليه فيضه الوجودي وتجلَّيه الجوديّ ، فحقيقة الوجود لا تدرك في إطلاقه ، ولكن من حيث تعيّنه في هذه الأعيان الممكنة أي القابلة والممكنة للوجود على الظهور بحسبها ،



[1] البقرة ( 2 ) الآية 282 ، وغيرها .
[2] في بعض النسخ : إنّما هو .

426

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست