نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 425
قال العبد : قوله : « المقول عليه سوى الحق » يعني على ما يقال كذلك عرفا وفي المعهود عند الجمهور ، فإنّ الحقيقة تأبى أن يكون لسوى الحق وغيره وجود ، ولو سمّي ما سمّي « سوى » على مقتضى التحقيق والكشف والنظر الدقيق ، لقيل فيه : صور أسماء الحق ، وأشخاص تعيّناتها بالوجود الواحد الحق ، وتنوّعات ظهوره وتجلَّياته ، فإنّه ما في الوجود إلَّا هو وأسماؤه لا غير ، فإن اعتبرنا هويته الذاتية فواحد ، وإن اعتبرنا أسماءه ونسب شؤونه الذاتية ، فكثرة ظاهرة في عين واحدة ، وهذه العين الواحدة الظاهرة كثيرة هي نور ممتدّ إلى مجال كثيرة مختلفة هي مجالي جولانه وجليّاته ومحالّ ظهوره وتبيانه ، والظلّ الممتدّ من النور نور بيد أنّ الممتدّ هو منه مطلق بالنسبة والممتدّ مقيّد بحسب القوابل المقيّدة له ، والتقيّد والإطلاق نسبتان معقولتان ليس لهما إلَّا في التعقّل ظهور وتحقّق ، وهو ظلّ لحقيقة النور الواحد الأحد الذي ليس إلَّا هو . فلمّا ظهر النور الواحد بحسب خصوصيات القوابل متكثّرة متعدّدة ، ظهرت المغايرة والممايزة ، فكل واحد واحد منها غير الآخر وسواه في رأي العين والتعقّل ، والوجود الواحد الحق - وهو النور - عين الكلّ ، فإنّها وجودات متعيّنة في قوابل متعدّدة ومراتب كثيرة ، كثيرة ومتعدّدة ، فإن نظرت الحقيقة ، قلت : < شعر > هو الواحد الموجود في الكلّ وحده سوى أنّه في الوهم سمّي ب « السوي < / شعر > فالعالم من حيث وجوده ظلّ الله وهو نور مقيّد ممتدّ من النور المطلق متّصل به من غير انفصال ولا انتقال ، فإنّ لله نورا على نور . والعالم عالمان : عالم أمر ، وعالم خلق ، فعالم الأمر علوي سما على عالم الخلق ، وعالم الخلق سفلي سفل عن العالم السماوي العلوي ، والله نور السماوات العلويات الروحانيات النورانيات والأرضين السفليات الجسمانيات ، ولولا نور الوجود الممتدّ منه ، لما ظهر من العالمين ولا وجد من الكونين شيء ، ولا تظاهر وأظلّ ظلّ ، ولا فاء فيء ، فهو نور السماوات والأرضين ، يهدي بنوره المقيّد - وهو الظلّ الممتدّ منه لنوره المطلق - من يشاء ، ويضرب الله الأمثال للناس ، وهم الكمل الأمثال الإلهيون الذين يشاء أن يهديهم إلى نوره الذاتي المطلق ، لأنّه - تعالى - علم من مقتضى خصوصيات استعداداتهم
425
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 425