نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 418
الحق [1] وبحسب ما يقتضي به علم الحق ، ويتعلَّق علم الحق به على حسب ما أعطاه المعلوم من ذاته ، فما ظهر إلَّا بصورته » . يعني بصورة العبد في عينه الثابتة أزلا « فالرسول أو الوارث خادم الأمر الإلهي بالإرادة لا خادم الإرادة ، فهو يردّ عليه ، طلبا لسعادة المكلَّف ، فلو خدم الإرادة الإلهية ما نصح ، وما نصح إلَّا بها ، أعني بالإرادة » يعني تعلَّقت إرادة الحق بأن ينصح النبيّ أو الوارث « فالرسول أو الوارث طبيب أخراويّ للنفوس ، منقاد لأمر الله حين أمره فينظر في أمر الله ، وينظر في إرادته - تعالى - فيراه قد أمره بما يخالف إرادته ، فلا يكون إلَّا ما يريد ، ولهذا كان الأمر ، فأراد الأمر ، فوقع ، وما أراد وقوع ما أمر به بالمأمور ، فلم يقع من المأمور ، فسمّي مخالفة ومعصية ، فالرسول مبلَّغ » . يعني - رضي الله عنه - : إنّما يقع الأمر من الرسول والوارث ، لما أراد الله منهما وقوع الأمر فوقع . وإنّما لم يقع الامتثال من المأمور به ، لعدم اقتران الإرادة بالأمر بوقوعه منه . وإنّما لم تتعلَّق الإرادة بالأمر بوقوع المأمور به من المأمور ، لتعلَّق العلم بعدم وقوعه من المأمور فلم يقع وإنّما وقع الأمر من الآمر بما لا يقع ، لتعلَّق إرادة الحق بوقوع الأمر ، لتعلَّق علم الحق وأمر الحق بمقتضى عينه الثابتة أنّه يقع الأمر منه بما لا يوجد له عين من العاصي والمخالف ، فتتركَّب عليه الحجّة الإلهية ، فيتوجّه عليه العقاب ، فافهم . قال - رضي الله عنه - : « ولهذا قال شيّبتني [ سورة ] هود وأخواتها ، لما تحوي عليه من قوله : * ( فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ) * [2] ، فشيّبته [3] * ( كَما أُمِرْتَ ) * ، فإنّه لا يدري هل أمر بما يوافق الإرادة ، فيقع ، أو بما يخالف الإرادة ، فلا يقع ، ولا يعرف أحد حكم الإرادة إلَّا بعد وقوع المراد إلَّا من كشف الله عن بصيرته ، فأدرك أعيان الممكنات في حال ثبوتها على ما هي عليه ، فيحكم عند ذلك بما يراه ، وهذا قد يكون لآحاد الناس في أوقات
[1] في بعض النسخ : بحسب ما تقتضيه إرادة الحق وتتعلَّق إرادة الحق به . . . [2] هود ( 11 ) الآية 112 . [3] في بعض النسخ : فشيّبه .
418
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 418