responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 408


لأنّ أهل النار الذين هم أهلها إذا أدخلوا كانوا على أحوال ثلاث :
فالأولى : يسلَّط فيها العذاب على ظواهرهم وبواطنهم ، فيكفّر بعضهم ببعض ، ويلعن بعضهم بعضا ، ومأواهم النار ، وما لهم من ناصرين ، فيقول الضعفاء للذين استكبروا * ( رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً من النَّارِ ) * [1] وقالوا * ( أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوه ُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ ) * [2] وقالوا * ( إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً من النَّارِ ) * [3] و * ( قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ ) * [4] وأمثال هذه المخاصمات والمحاكمات والمجاوبات في المخاطبات والمعاتبات التي يختصم بها أهل النار في النار والعذاب ، قد أحاط بهم سرادق ناره وتسلَّط على ظواهرهم وبواطنهم بشراره .
والحالة الثانية - وهي الوسطى - : لمّا يئسوا أن يخفّف عنهم العذاب ، وأسمعهم * ( اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ ) * [5] الخطاب ، فمكَّنوا أنفسهم أن لا بدّ من أن تعبر عليهم بالعذاب والعقاب الأحقاب ، فطفق بعضهم يعتذر إلى البعض ، ويقيم كلّ منهم أعذار الآخرة فيتحاللون ويقولون * ( سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا من مَحِيصٍ ) * [6] وقالوا * ( بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) * [7] وهم قد رضوا بالعذاب ، ووطَّنوا نفوسهم على الصبر على العقاب ، وأراح الله عند ذلك بواطنهم عن العذاب الشديد و * ( نارُ الله الْمُوقَدَةُ . الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ) * [8] ورفع العذاب عن قلوبهم .
ثمّ الحالة الثالثة - وهي الأخيرة - وذلك بعد مضيّ الأحقاب ، إنّهم يتعوّدون



[1] الأعراف ( 7 ) الآية 38 .
[2] ص ( 38 ) الآية 60 .
[3] المؤمن ( 40 ) الآية 47 .
[4] سبأ ( 34 ) الآية 32 .
[5] المؤمنون ( 23 ) الآية 108 .
[6] إبراهيم ( 14 ) الآية 21 .
[7] سبأ ( 34 ) الآية 32 .
[8] الهمزة ( 104 ) الآيتان 6 - 7 .

408

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست