نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 407
قال : * ( وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ ) * [1] مع أنّه توعّد على ذلك ، فأثنى على إسماعيل بأنّه كان صادق الوعد ، وقد زال الإمكان في حق الحق » . يعني - سلام الله عليه - : زال إمكان تحقيق وعيد بتحقّق تحقيق وعده . قال - رضي الله عنه - : « لما فيه من طلب المرجّح » . لأنّ إسماعيل إذا أثنى الحق عليه بصدق الوعد ومن جملة ما وعد الحق هو التجاوز وعدم تنفيذ الوعيد * ( وَما نُرْسِلُ بِالآياتِ ) * آيات الوعيد * ( إِلَّا تَخْوِيفاً ) * [2] ، ولعلَّهم يتّقون ، فما المرجّح إذن لإيقاع الوعيد وإيجاد عين الإيعاد مع سلامة المعارض النافي لذلك وأن لا يثنى على الحق بصدق وعده مع صدق الثناء على إسماعيل الذي هو من جملة صدق وعد الحق ، بل الثناء على الله ولله في الوجهين لمن فهم ، والله الملهم . قال - رضي الله عنه - : < شعر > فلم يبق إلَّا صادق الوعد وحده وما لوعيد الحق عين تعاين وإن دخلوا دار الشقاء فإنّهم على لذّة فيها نعيم مباين نعيم [3] جنان الخلد والأمر واحد وبينهما عند التجلَّي تباين يسمّى عذابا من عذوبة طعمه وذاك له كالقشر والقشر صائن < / شعر > قال العبد - أيّده الله به - : قرّر - رضي الله عنه - أنّ مواعيد الله لعبيده لا بدّ من تصديقه ، فإنّ الله يحقّق مواعيده بخلاف إيعاده وتهديده ، فإنّ الله يعفو ويتجاوز ولا يؤاخذ بما أوعد وتوعّد ، كما قال بعض التراجم في مقام العفو ، شعر : < شعر > « وإنّي إذا أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي » < / شعر > وبعد أن قرّر ما تقرّر بيّن وعيّن أنّ العبيد وإن استحقّوا العقاب ودخلوا دار الشقاء - وهي جهنّم - فلا بدّ أن تسبق رحمته غضبه في الأخير ، فينقلب العذاب عذابا عند أهل النار ، وأنّ عواقب أهل العقاب ، لا بدّ أن تئول إلى الرحمة بعد الأحقاب ، وذلك