responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 406


فأثبت وجود الحق خلقا ، وأثبت وجود الخلق حقّا ، وشهدت أيضا الحق حقّا والخلق خلقا ، ولم يفتك إذ ذاك شهود ، فكنت أنت الحائز قصب السبق دونه ، فإنّ كل أحد ليس إلَّا هو وأنت تشهد الإنّيّات في الهويّات ، والهويات في الإنّيات جمعا وجمع جمع ، فأنت كما قال :
< شعر > فلا تفنى ولا تبقى ولا تفني ولا تبقي ولا يلقى عليك الوحي في [1] غير ولا تلقي < / شعر > إذ لا غير ، بل منك من كونك هو ، إليك من كونك أنت ، وذلك أنّك إذا كنت في مقامي الحقّية والخلقية ، والربوبية والعبودية معا ، غير حاصر ولا محصور ، بل مطلقا مطلقا ، فلا تفنى من كونك أحدهما أو هما معا في الآخر ، ولا تبقى على إنّيّة مخصوصة معيّنة خلقية أو حقّية بلا خلقية أو حقية ، وكان شهودك إذن أنّه لا يفنى الخلق عن الحق ، ولا يبقى الحق دون الخلق ، بل أثبتّهما واحدا لا معا في وجود واحد ، فافهم . وهذا غاية الحمد ، والحمد لله .
قال - سلام الله عليه - : « الثناء بصدق الوعد ، لا بصدق الوعيد ، والحضرة الإلهية تطلب الثناء المحمود بالذات » .
يعني - رضي الله عنه [2] - : لمّا كان الثناء هو تعريف المثنى عليه بما هو عليه من النعوت ، فيصدق أن يكون التعريف بالمذموم أو بالمحمود ، ولكنّ الإلهية - من كونها أحدية جمع جميع الكمالات - لها مرتبة تطلب الكمال بالذات ، فتطلب الثناء بالمحمود في الوعد ، إذ لا يحمد موعد أو متوعّد على وعيده أو إيعاده .
قال - رضي الله عنه - : « فيثنى على الحضرة الإلهية [3] بصدق الوعد لا بصدق الوعيد ، بل بالتجاوز * ( فَلا تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِه ِ رُسُلَه ُ ) * [4] ، لم يقل : ووعيده ، بل



[1] في بعض النسخ : من غير .
[2] ف : سلام اللَّه عليه .
[3] في بعض النسخ : فيثنى عليها بصدق الوعد .
[4] إبراهيم ( 14 ) الآية 47 .

406

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست