نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 390
لأنّه أحديّة جمع الجميع ، فالكلّ فيك ، ولولاك لما كان له وجود * ( إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّماواتِ ) * النورية الأسمائيّة الإلهية والسماوات الروحانية العلوية * ( وَالأَرْضَ ) * الخلقية الجسمانية * ( أَنْ تَزُولا ) * أي تزول الصورة العلوية السماوية والسفلية الأرضية - على ما ذكرنا - عن الوجود بانقطاع التجلَّي النوري الوجودي ، فإنّ الكلّ - مع قطع النظر عن التجلَّي عنه - يرجع بالطبع إلى عدميّة عينه * ( وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما من أَحَدٍ من بَعْدِه ِ إِنَّه ُ كانَ حَلِيماً ) * عند غلوّ صور الأشياء على الوجود الحق الحامل الممسك لها * ( غَفُوراً ) * [1] ، أي ساترا بصور الأشياء وجه الوجود الحق المتعيّن فيها ، وإظهاره لها بظهور وجهه فيها لمن لا يرى غير وجه الحق من كل جهة ووجهة يخلق ما لا يتناهى كونه ، أي من صور الأشياء فيك أي في عين الوجود الحق من نفسك ونفسك ، فإنّه أنت الواسع الذي وسعت ما لا يتناهى من الممكنات غير المتناهية والأسماء الحسنى التي لا يبلغها الإحصاء كذلك بما لا يتناهى له من وجودك الحقّ المفاض على صور الموجودات وماهيّاتها ومع عدم تناهي الكلّ ، فلا خارج عنك فلا محيص ولا مناص ولا محيد [2] ولا مهرب ولا مخرج لها عنك ، لضيق [3] الأشياء التي وسعتها ، فأنت من كونك عينها تسعها من حيث أنت أحديّة جمعها ، وتضيق عن نفسك من حيث هي وأنت هي حين ضاقت عنك ، فضاق بعضها عن بعضها ، فأنت الضيّق بهذا الاعتبار ، وأنت الواسع بالاعتبار الأوّل . قال - رضي الله عنه - : < شعر > لو أنّ ما قد خلق الله ما لاح بقلبي فجره الساطع < / شعر > في البيت تقديم وتأخير ، وتقديره : لو أنّ ما قد خلق الله بقلبي - أي لو كان فيه - ما ظهرت لائحة مع سطوع نوره الوجودي الذي وسع المخلوقات . قال - رضي الله عنه - : < شعر > من وسع الحق فما ضاق عن خلق فكيف الأمر يا سامع ؟ < / شعر >
[1] فاطر ( 35 ) الآية 41 . [2] م : لا محيل . [3] م : بضيق .
390
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 390