نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 389
مع العين الموجدة له في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحسّ به [1] في علمه » . قال العبد : كلّ ما دخل في الوجود أو ما وجد إلى الإنسان - مثلا - فهو متناه محدود محصور ، وكذلك لو قدّر ما لا يتناهى متناهيا ، لكان الظاهر المتعيّن من الحق المطلق بإيجاد هذا المقدّر انتهاؤه من الممكنات بالنسبة إلى ما لم يتعيّن بالإيجاد من غيب الحق اللامتعيّن تعيّنا معيّنا ، وكلّ متعيّن محصور محدود بنفس تعيّنه وتميّزه من المطلق ، وقلب العارف الحقيقي لا يمتلي بتعيّن معيّن ، بل هو في محاذاة الحق المطلق أبدا . قال - رضي الله عنه - : « فإنّه قد ثبت أنّ القلب وسع الحقّ ومع ذلك ما اتّصف بالرّيّ ، فلو امتلأ ارتوى . [ وقد قال ذلك أبو يزيد ] » . يعني - رضي الله عنه - : يظهر العارف - من مطلق قابليته وقلبه لكل تجلّ من تجلَّيات الحق - مجلى يقبل به إلى التجلَّي فيقبله ، ولا ينقص ذلك من مطلق قابليته التي في مقابلة مطلق الغيب الذاتي أصلا ، ولا يمتلئ بذلك فلو امتلأ ارتوى ، والمحقّق المحنّك لا يرتوي ، وقد قال ذلك أبو يزيد البسطاميّ سلام الله عليه ، بل الرجل من يتحسّى بحار السماوات والأرض ولسانه خرج يلهب عطشا . يعني - رضي الله عنه - أنّ تجلَّيات الحق الظاهر في السماوات والأرض لا يرتوي لها العارف ، فإنّه لا يحسّ بتجلَّيات الحق المتعيّن في العرش والكرسي اللذين فيهما السماوات السبع والأرضون السبع كحلقة ملقاة في أرض فلاة ، فانظر ما ذا ترى . قال - رضي الله عنه - : « ولقد نبّهنا على هذا المقام بقولنا : < شعر > يا خالق الأشياء في نفسه أنت لما تخلقه جامع تخلق ما لا ينتهي كونه فيك فأنت الضيّق الواسع < / شعر > يشير - رضي الله عنه - : إلى الأحديّة الذاتية ، بمعنى أنّه هو الموجود وحده ليس لغيره حقيقة ولا وجود حقيقة ، فليس خلقه للأشياء خارجا عنه ، إذ لا خارج عنه ، لكونه هو هو وحده ، فلا خارج ولا داخل ، فهو جامع بذاته في نفسه لما يخلقه من الصور ،