responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 388


وتعالى - مع أنّه تجلَّى عن التقيّد بالجهة لذاته فإنّه - سبحانه - متجلّ عن كلّ جهة ، غير متخلّ عن وجهة ، وإلَّا انحصر في اللاجهة ، وحدّ بخارج الجهة ، وهو ظاهر بكل أو جهة ، باطن عن كل وجهة ، لعدم انحصار حقيقته في الظهور بالجهة والبطون في اللاجهة ، * ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه ُ الله ) * [1] ولكنّه غير مدرك للمقيّدين بمقتضى أفكارهم والمتعشقين بأوطانهم العرفية والعادية ، وأغطائهم الضنكة الاعتقادية وأوكارهم ، وهم المقيّدون للمطلق الذات في زعمهم ، والمتحكَّمون عليه بالانحصار والتحديد في مبلغ علمهم بوهمهم ، وتتعالى الذات المطلقة والمطلق الذات عن كل قيد وحصر ، تتعلَّق بكل حدّ وطور في حكم معيّن ، أو أمر موزّن بميزان نظري ، مقنّن بقانون فكري عقلا وحسّا تخمينا أو حدسا * ( ما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه ِ ) * [2] ، ولا وفوا النظر حقّه في حقّه .
قال - رضي الله عنه - :
< شعر > ويقبل في مجلى العقول وفي الذي يسمّى خيالا والصحيح النواظر < / شعر > يعني - رضي الله عنه - : الرؤية إذا كانت في صورة عقلية غير محسوسة ولا متكيّفة بكيفية تشبه شيئا فيها ، فالفكر والمبرهن بفكره يقبلانها ويقبلان عليها ، ولا ينكرانها ، وكذلك إذا رأى في المنام خيالا ، أي صورة خيالية ، فإنّ العقل يجيزه ويقبله ويأخذه مقصورا على موطن الرؤيا ويعبّره ، والصحيح كشفا شهود العيون النواظر إليه في صورة تجلَّياته ظاهرا ، كما قال : * ( وُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ . إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) * [3] فالنواظر غير المحجوبة نواظر للحق ، نواظر إلى الحق ، غير حاصرة له فيما ترى وتجلَّى لها .
قال - رضي الله عنه - : « يقول أبو يزيد البسطاميّ في هذا المقام : لو أنّ العرش وما حواه مائة ألف ألف مرّة في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحسّ [4] به هذا وسع أبي يزيد في عالم الأجسام ، بل أقول : [ لو ] أنّ ما لا يتناهى وجوده [ يقدّر انتهاء وجوده ]



[1] البقرة ( 2 ) الآية 115 .
[2] الحجّ ( 22 ) الآية 74 .
[3] القيامة ( 75 ) الآيتان 22 - 23 .
[4] في بعض النسخ : « بها » .

388

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست