نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 387
وكما يتجلَّى لأهل المحشر في صورة تنكر ويتعوّذ منه ويعرف ويسجد له سواء بلا فرق في الحكم . قال - رضي الله عنه - : < شعر > فللواحد الرحمن في كلّ موطن من الصور ما يخفى وما هو ظاهر فإن قلت هذا الحقّ قد تك صادقا وإن قلت أمرا [1] آخرا أنت عابر وما حكمه في موطن دون موطن ولكنّه بالحق للخلق سافر < / شعر > أي عابر من صورة ما رأيت إلى ما يؤول إليه تأويل الصورة ، يعني - رضي الله عنه - : أنّ الحق إذا تجلَّى في موطن ، فليس ذلك الموطن أولى بتجّليه من موطن آخر ، إذ المواطن بالنسبة إلى الحق على السواء ، ولكنّه - تعالى - بحقيقته يسفر عن وجه الحق للخلق ، هذا ظاهر مدلول العبارة . وثمّ معنى لطيف كأنّه - رضي الله عنه - : إليه يومئ ، وهو أنّ الحق إذا تجلَّى لك أو للخلق ، فإنّما يتجلَّى من العين الثابتة التي للخلق ، فقد سفر في تجلَّيه بحقيقته ووجوده عن وجه الحق ، أي كشف صورة العين الخلقية الكونية ، وهي شأن من شؤونه ، كما مرّ ، فقوله : « سافر للخلق » يعني كاشف لصورة عين المتجلَّى له من الخلق . قال - رضي الله عنه - : < شعر > إذا ما تجلَّى للعيون تردّه عقول ببرهان عليه تثابر < / شعر > يعني - رضي الله عنه - [2] إذا كان التجلَّي في صورة محسوسة ، وإذا كان حقّا في هذا الطور ، وعند الله في نفس الأمر ، ولكنّ العقل يتعاظم ذلك بالوهم ، ويستكبر ويبرهن بالتنزيه الوهمي ، على أنّه ليس بحق ، فإنّه يتعالى [ عن ] أن يظهر محسوسا في زعمه للحسّ في مبلغ علمه وإذن جاز في حقّه الجهة ، وحازه الحيّز والوجهة ، وأنّه يتعالى عن ذلك علوّا كبيرا ، هذا غايتهم في برهانهم ، وهو عند التحقيق تنزيه وهمي ، وتحكَّم على الحقيقة بموجب عقله الفكري ، والحقّ نزّه نفسه عن هذا التنزيه ، فإنّه - تبارك
[1] في بعض النسخ : أمرا آخر . وفي بعضها : أمر آخر . [2] ف : سلام اللَّه عليه .
387
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 387