نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 371
إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 736)
الأكمل ، فلا تحمد إلَّا نفسك ، فإنّها صورة شأن إلهي من الشؤون ، وإن وجدت غير ذلك فلا تلومنّ إلَّا نفسك ، وليس لله - تعالى - إلَّا حمد إفاضة الوجود ، وليس للوجود إلَّا إظهار ما كنت عليه وكان فيك منك أزلا ، فافهم . قال - رضي الله عنه - : « فأنت غذاؤه بالأحكام » . يعني : أنّ الوجود الحقّ إنّما يظهر بصورة أحكام عينك ، فقد تغذّى بصورة العين الثابتة وجود ظهر فيك بحسبك . قال - رضي الله عنه - : « وهو غذاؤك بالوجود » . يعني : لأنّك ظهرت بالوجود ، فإنّ أحكام عينك الثابتة لا تظهر إلَّا بالوجود ، كما أنّ الوجود لا يتعيّن ولا يظهر إلَّا بحسب تلك الأحكام . قال - رضي الله عنه - : « فتعيّن عليه ما تعيّن عليك - [1] وهو حكمك بالأمر منه إليك ومنك إليه - غير أنّك تسمّى مكلَّفا ، وما كلَّفك إلَّا بما قلت له : كلَّفنى بحالك وبما أنت عليه ، ولا يسمّى مكلَّفا - اسم مفعول - ، إذ لا كلفة عليه » . يعني : أنّ الحكم منك وإن توجّه على الحق أن يكلَّفك بما حكمت ، فإنّه لا يسمّى مكلَّفا - اسم مفعول - كما أنّك لا تسمّى مكلَّفا - اسم فاعل - ، لكون الفعل والتأثير والحكم لله بالأصالة - فإنّه أحدية جمع حقائق الوجوب والإيجاب والفعل والتأثير - والانفعال والتأثّر والقبول لك بالافتقار الأصلي الذاتي ، كما علمت ، فاذكر ، فهكذا أعطت الحقائق ، فإن حكمت وأثّرت وفعلت ، فلأنّك حقيقة من حقائق الجمع الإلهيّ ، فافهم . قال - رضي الله عنه - : < شعر > فيحمدني وأحمده ويعبدني وأعبده < / شعر > يعني - رضي الله عنه - : يحمدني الحقّ على كمال قابليّتي وحسن قبولي لنور وجوده ، وإظهار صورته على ما هي عليها من غير تغيير . وأحمده : أعرّفه بالكمالات التي ظهر بها في ، أو ظهرت بها فيه .
[1] في بعض النسخ : « . . . ما تعيّن عليك . فالأمر منه إليك ومنك إليه » .
371
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي جلد : 1 صفحه : 371