responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 372


ويعبدني ، أي يطيعني - لمّا سألته - بالإجابة ، كما قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قال له أبو طالب : ما أطوع لك ربّك يا محمّد ! : « وأنت يا عمّ إن أطعته أطاعك » والعبادة : الطاعة على أحد معانيها ، والعبادة : الجحود أيضا ، يقال : عبد حقّه أي جحد ، والعبد يطيع الله في ظهوره بالإلهية والربوبية ، فإذا ظهر في تعيّنه بصورة مخلوق وصفته ، جحده وأنكره .
وقال - رضي الله عنه - :
< شعر > ففي حال أقرّ به وفي الأعيان أجحده فيعرفني وأنكره < / شعر > أي هو من حيث هو يعرفني على كلّ حال . وأمّا « أنكره » أي هو من حيث هو يعرفني على كل حال وأنا أنكره حال ظهوره في صور الأعيان المحدثة .
قال - رضي الله عنه - : « وأعرفه فأشهده » .
يعني - رضي الله عنه - : أنا في نفس الأمر أعرفه وأشهده ، لكون المعرفة والشهود من مقتضى حقيقتي منه ، فهو يعطي المعرفة والشهود .
قال - رضي الله عنه - :
< شعر > وأنّى بالغنى وأنا أساعده وأسعده ؟
< / شعر > يشير - رضي الله عنه - : إلى توقّف النسب الأسمائية على الأعيان الكونية ، فإنّ الإلهية متوقّفة على العبودية ، فهو - من حيث إنّيّتي العبدانية - يساعده بي ويسعده ، كما قال الله - تعالى - : * ( إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ) * [1] والنصر : المساعدة والإسعاد في تحقيق الربوبية والألوهيّة ، وحسن تأتّي القابل في كمال مظهريته لربّه إسعاده له ، فإنّ سعادة الحقائق والنسب الأسمائية أن تظهر آثارها في مظاهرها ، كما قلنا في كتاب « المنازل » لنا :
< شعر > وإذ الحقائق لم تبن آثارها عدّت من الأموات لا الأحياء < / شعر > .
قال - رضي الله عنه - :
< شعر > لذلك الحقّ أوجدني فأعلمه وأوجده < / شعر >



[1] محمّد ( 47 ) الآية 7 .

372

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : مؤيد الدين الجندي    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست